عرجود في العبريّة، خربة تيمان الواقعة إلى الشمال الشرقيّ لسيناء. وهي تبعد 50 كلم إلى الجنوب من قادش برنيع، على الطريق التي كانت تقود في العصور القديمة من البحر المتوسط إلى إيلات وجنوبيّ سيناء. بدأت التنقيبات هناك في السنتين 1975-1976 فدلّت على محطة للقوافل تعود إلى سنة 850-750 ق.م. والأبنية التي استُعملت خلال ربع قرن من الزمن، وُجدت فيها فخاريّات تعود إلى أورشليم وفلسطية والسامرة. ووُجدت على الجرار والأحواض وبعض الجدران مدوّناتٌ منقوشة أو مرسومة بالحبر الأسود والأحمر، في العبريّة وفي الفينيقيّة. كما وُجدت رسوم وصور. وقد كشفت المدوّنات بشكل خاص وجهات كانت مجهولة عمليًّا في العبادة اليهوديّة. فهم يتوجّهون إلى الله على أنّه "يهوه السامرة"، "يهوه تيمان"، "يهوه ومقامه المقدّس" (ا ش ر هـ، غابة مقدّسة). أمّا الرسوم فترينا المصلّين، واللاعب بالعود، وصورًا تشبه الإله المصريّ باس. إنّ وجود اللغتين في المدوّنات، وفخاريات تعود إلى مصادر متعدّدة، تجعلنا نطرح سؤالاً حول الظروف التاريخيّة التي تتيح استعمال مثل هذا "الخان" لدى أشخاص جاؤوا من إسرائيل ويهوذا وفينيقية وفلسطية. قد يكون خان كونتلت عرجود قد انتمى إلى ذات السياق التاريخيّ للانتشار الفينيقيّ في القرن الثامن، وتسلّط اسرائيل على يهوذا بعد معركة بيت شمس (2مل 14 :11-14؛ 2أخ 25:21-24)، وبناء إيلة (أو إيلات) بيد الملك عزريا أو عزّيا (2مل 14 :22؛ 2أخ 26:2) الذي امتدّت شهرته إلى عتبة مصر (2أخ 26:8). في هذه الفرضيّة التي لا تضعفها الباليوغرافيّا (أي علم قراءة النصوص القديمة)، قد تعود المدوّنات في كونتلت عرجود إلى النصف الأول من القرن الثامن. ولن نستطيع أن نعطي حكمًا ثابتًا إلاّ بعد أن تُنشر النصوص وتُدرس التنقيبات دراسة وافية.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|