الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: لوقا (انجيل)


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

اولا : المضمون والتصميم. بعد المقدمة (1 :1-4) يأتي انجيل الطفولة (1 :5-2 :52) وخبر رسالة يوحنا واعتماد يسوع ونسبه والتجربة (3 :1-4 :13). ثم يأتي الخبر الانجيلي الذي يتبع رسمة متى ومرقس ويتضمّن اربعة أقسام.

1) رسالة يسوع في الجليل (4 :14-9 :50). تتركّز حول دعوة الرسل (6 :12-16) وخطبة السهل (6 :17-49). التي تقابل خطبة الجبل في متى.

2) رسالة يسوع خلال سفره إلى اورشليم (9 :51-18 :30). يبدأ هذا القسم مع خبر سفر طويل نجد فيه مقاطع خاصة بلوقا : مثل السامري الصالح (10 :29-37)، الابن الشاطر أو الضال (15 :11-32)، الوكيل الخائن (16 :1-9)، لعازر والغني (16 :19-31)، الفريسي والعشار (18 :9-14).

3) رسالة يسوع في اليهودية واورشليم (18 :31-21 :38) : دخول احتفالي إلى اورشليم (19 :29-48)، رذل اسرائيل واختيار الامم (20 :1-19)، الرؤيا كما عند الازائيين (21 :5-38).

4) خبر آلام يسوع (22 :1-24 :53) يتبعه خبر تلميذي عماوس وظهور يسوع على الاحد عشر.

انطلق لوقا من هذه الرسمة، فصاغ فكرًا لاهوتيًا حول معنى مجيء ابن الله وسط البشر. فأصله الالهيّ والبشريّ الذي ذكره لوقا منذ خبر الطفولة، يتجلّى في بداية الرسالة مع المعموديّة والتجارب والخطبة - البرنامج التي ألقاها في مجمع الناصرة (ف 3-4) : يسوع هو كلمة الله التي تتوجّه إلى البشر في قدرة الروح القدس. ثم بيّن لوقا كيف سمع اليهود هذه الكلمة (ف 5-6، ولا سيما التلاميذ) ثم الوثنيّون (ف 7 -9) الذين يمثّلهم قائد المئة. فهذه الكلمة تطرح سؤالًا على التلاميذ الذين تعلّقوا بيسوع (8 :25)، كما على الذين من الخارج، مثل هيرودس (9 :9).

أما قلب الانجيل (ف 9-16) فهو تأمّل طويل حول بُعد "خروج" (9 :31) يسوع وتوجّهه إلى أورشليم. إنه يكشف سرّ شخص إبن الله، ومبادرة الآب الذي يرسله، وديناميّة الروح الذي يتقبّل ذاك الذي يصلّي ( ف 9-11). ثم يكشف مصير البشر والشرّ الذي في قلوبهم (ق 12-13). وأخيرًا يُسمع الجميع النداء من أجل الوليمة المسيحانيّة، بفعل رحمة الله التي تجعل الروح يحوّل المؤمن تحويلًا (ف 14-16). كل هذا التوسيع يبرز الابعاد الأساسيّة في حياة المؤمن، كما يُبرز كنوز محبّة الله كما ظهرت في يسوع. عندذاك تُرسم لوحتان عن مجيء ملكوت الله (ف 17-21) فتجعلاننا ندرك كيف يصل الخلاص إلى كل انسان (17 :20-18 :8) وإلى كل جماعة (21 :5-36)، إلى أورشليم. ويتضامن ابن الله، في آلامه وموته، مع البشرية الخاطئة. يموت ولكنه يقوم. فيرافق أخصّاءه على طرق الحياة (ف 34).

ثانيا : اصله.

(أ) ان التقليد القديم (يوستينوس، مقدمة ضد مرقيون، قانون موراتوري، ايريناوس...) يقول بالاجماع ان لوقا هو صاحب الانجيل الثالث. وتؤكد هذه الشهادات براهين تستند إلى النص. وبما أنه صاحب الانجيل الثالث، سنجد فيه تأثير بولس الرسول. هناك تقارب في الكلمات. تقارب في الافكار. يسمّي لوقا يسوع : الرب. يشدّد على الطابع الشامل لتعليم الخلاص، على دعوة الامم ورذل اليهود... وهناك تقارب في خبر تأسيس الافخارستيا (لو 22 :19ي؛ 1كور 11:23-25). تقول معطيات الكتاب والتقليد إن لوقا كان طبيبا.

(ب) القرّاء، الهدف، الزمن، موضع التأليف. قُدِّم الكتابُ إلى تيوفيلوس (كانوا يقدّمون كتابا إلى شخص مهم ليسهر على انتشاره)، ولكنه وجِّه في الواقع إلى حلقة كبيرة من القرّاء. لهذا يهمل الكاتب المسائل التي لا تهمّ الاّ المسيحيين الآتين من العالم اليهودي (مثلا : مت 15:1-20؛ مر 7:1-23)، ويُبرز الاخبار التي توافق العالم الوثني (7 :1-10؛ 10 :28-37). وهذا ما نجده أيضا في سفر الاعمال حيث يبدو الجنود الرومانيون اناساً طيبّين (أع 21:31؛ 22 :25-29...). تُعرفنا المقدّمة إلى هدف لوقا. هو لم يكن راضيا عن المحاولات العديدة التي قام بها أناس لم يكونوا شهود عيان للاحداث (لا نعد متّى بينهم). لهذا اراد لوقا أن يؤلف خبر الاحداث التي تّمت بيننا. بعد أن استعلم بدقة، أراد أن يكتب كتابا جديدا يتيقن قرّاؤه من صلابة التعاليم التي تعلّموها (1 :1-4). اذن، يريد لوقا ان يُقنع قرّاءه أن التعليم الذي نُقل اليهم شفهيا عن المسيح، هو حقّ ويستحق أن نثق به. لا يعطينا التقليد معطيات أكيدة عن زمن ومكان كتابة لو. فالمحاولات لتدوين خبر أحداث يسوع، تفترض أن المسافة بعيدة بين الاحداث ولو. ثم إن لوقا استعمل مرقس. وهناك تياران. الاول يقول إن لو دوّن قبل سنة 70. والثاني يقول بعد سنة 70 (وهذا اقرب إلى الصواب. رج 21 :24). دُوّن لوقا في اليونان، أو في رومة، كما يقول الشرّاح، أو في انطاكية.

(ج) المراجع. من المؤكّد أن لوقا استفاد من مراجع شفهيّة مكتوبة. سمع من بولس بعض الامور عن حياة يسوع وان لم يكن بولس شاهد عيان. وحين كان لوقا في قيصرية تكلم مع الذين عرفوا يسوع وسمعوه (يعقوب رئيس جماعة اورشليم، متى : رج لو 19 :1-10). وتعرّف في رومة إلى بطرس، كما أقام مع مرقس مترجم بطرس (كو 4 :10، 14). وبما أن لوقا يتكلم عن النساء في الانجيل، فقد يكون سمع منهن بعض الشيء. وإلى هذه المراجع الشفهية، استفاد لوقا من مراجع مكتوبة كما تقول المقدمة. واستفاد من انجيل مرقس فاتبع تصميمه. أما الامور الخاصة بلوقا، فيقول الشراح بوجود مرجع ثالث غير مرقس ومتى يُسمّى اللوقاويات.

ثالثا : طابع لو.

(أ) الطابع الادبي. كان لوقا أفضل من كتب اليونانية بين الانجيليين. وإذا كانت هناك تعابير ساميّة، فهذا يرجع إلى الكتب التي استقى منها، وإلى السبعينيّة التي كانت في خلفيّة ما دوّن.

(ب) الطابع التعليمي : الشمولية (2 :14؛ 3 :6؛ 3 :32-38 : يعود بنسبه إلى آدم). يُبرز لوقا رأفة الله ورحمته (7 :36-50؛ 15 :11-32؛ 18 :10-14؛ 19 :10؛ 23 :42ي). وهناك الفرح الذي يرافق بداية الخلاص (1 :46-55؛ 2 :10، 20) ومعجزات يسوع وأقواله (10 :17؛ 17 :15؛ 18 :43؛ 24 :53). ونشير اخيرا إلى عمل الروح القدس في حياة يسوع وحياة التلاميذ (1 :35؛ 3 :22؛ 4 :1، 14، 18؛ 10 :21).







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.