الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: مؤرخ كهنوتي

نسمّي المؤرخ الكهنوتي صاحب كتاب الاخبار (1أخ، 2أخ)، الذي نجهل اسمه، والذي هو أيضًا مؤلّف عز ونح على ما يبدو. إن عز ونح هما امتداد لكتاب الاخبار. ثم إن عز يستعيد في كلماته الاولى آخر كلمات 2أخ. كما أننا نجد في 1أخ و2أخ كما في عز ونح الاسلوب عينه والكلمات عينها والروح عينه والافكار عينها. منذ زمن بعيد قُسم كتابُ الاخبار الكبير قسمين. ثم ان التوراة العبرية جعلت عز ونح قبل الاخبار وهكذا صار كتاب الاخبار في نهاية الكتاب المقدس لدى اليهود (اعتبروا أن 1 و2أخ لا يزيدان شيئًا على صم ومل، فأُلغيا في الأصل. ثم وُضعا من جديد في نهاية النصّ العبري لدى اليهود). إن آخر الاحداث المذكورة في عز ونح تقع حوالي سنة 400 ق.م. ولكن هناك اشارات تدل على ان الكتاب (عز نح) دوّن بعد هذا الوقت. وقد يكون ذلك حوالي سنة 300. وهذا واضح من خلال قراءتنا لسلسلتين : واحدة لزربابل (1أخ 3:19-34) وأخرى ليشوع الكاهن الأعظم (نح 12:10-11) : صارت الامبراطورية الفارسية واقعًا بعيدًا. ثم إن اللغة مطبوعة بالطابع الأرامي. إن الأزمنة التي تسبق داود هي سلسلة أنساب ويأتي بعدها خبر مفصّل عن داود يشدّد بصورة خاصة على ما فعله من أجل شعائر العبادة ومن أجل الهيكل. ويفعل الشيء نفسه من أجل سليمان. نلاحظ أنه لا يتكلم عن ملوك السامرة. ثم إن قصة ملوك يهوذا تقابل ملوك الشمال، ولكن الكاتب يتوسّع في الخير أو الشر اللذين صنعوهما من الوجهة الدينية ولاسيّمَا في ما يخص اصلاحات يوشافاط، حزقيا، يوشيا. ويروي في عز ونح إعادة بناء الدولة التيوقراطية (الله هو الحاكم) بعد أيام المنفى ومحاولتي الاصلاح اللتين قام بهما عزرا ونحميا. ولكن نتيجة كل هذه الإصلاحات ظلّت بعيدة عن مثال مملكة داود، وبعيدة جدًّا عمّا دعا إليه الانبياء. غير أن المؤرخ يتمنّى تحقيق هذا المثال. فإعادة الحكم بعد المنفى هو تحقيق النبوءة. وبسبب الاهتمام الكبير من اجل الليتورجيا والهيكل وبسبب معرفته لهذه الامور معرفة يبرهن عنها، يعتقد الشرّاح أن المؤرخ كان من اللاويين. وهو يظهر كممثّل للعالم اليهودي يحرّكه حبّ كبير لشعبه وثقة عظيمة بالمستقبل تستند إلى مواعيد الله . الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية