في تشرين الأول سنة 1951، قدّم بدو من قبيلة تعميرة إلى متحف روكفلر في أورشليم، أجزاء من رقّ كتب عليه بضع كلمات عبريّة ويونانيّة. هذه الاجزاء جاءت من مغاور وادي مربّعات، وهو وادٍ ينطلق من بيت لحم إلى البحر الميت عبر بريّة يهوذا. تبعد هذه المغاور 25 كلم إلى الجنوبي الشرقي من أورشليم، و 18 كلم إلى الجنوب من المغارة الأولى من مغاور قمران. وكانت تنقيبات اركيولوجيّة فدلّت على بقايا تعود إلى عهد البرونز والحديد الثاني وزمن الرومان والعرب. أما البقايا الأهمّ فتعود إلى الثورة اليهودية الثانية (132-135 ب.م.).
ماذا في هذه المغاور؟ 173 نصًا في العبريّة والارامية واليونانية واللاتينية والعربية. فاذا وضعنا جانبًا طرسًا عبريًا عتيقًا يعود إلى سنة 700 ق.م. وبرديّة فريدة حتى اليوم تعود إلى زمن الملكية، وبعض أجزاء عربيّة متأخّرة، فمعظم الوثائق، شأنها شأن وثائق "نحل عبر"، تعود إلى ثورة ابن الكوكب، "سمعان بن كوسيبا". إن هذه الوثائق تدلّ على تنوّع اللغات والكتابات التي استُعملت في فلسطين في بداية المسيحيّة. وبين هذه الوثائق، نميّز :
- عددًا من النصوص وتعويذات (جزء من رقّ دوّنت عليه عبارات من الكتاب المقدس) وأبجديات ودفاتر حسابات.
- وثائق أخرى دوّنت على الورق البردي. حوت رسائل وأعمال كاتب العدل : عقد زواج، عقد بيع وشراء، عقد طلاق.
- كتابات على كسر خزف. هذه الشحفات (أو : الشقفات) هي تمارين مدرسية، حروف ابجدية، لائحة أسماء أشخاص.
- كتابات يونانيّة على الرق أو ورق البردي. هي دفاتر حسابات وأعمال كاتب العدل.
- نص أنباطي في حرف جرّار قريب من الوثائق التي وُجدت في نحل عابر.
إن هذه المخطوطات تلقي ضوءًا على حقبة مجهولة في تاريخ فلسطين، وهي الحقبة التي تمتدّ من الثورة اليهوديّة الأولى إلى الثورة الثانية.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|