الرائية أو السيّدة. وإذا رجعنا إلى المصريّة : المحبوبة.
1) أخت موسى وهرون. ابنة عمرام ويوكابد. من قبيلة لاوي (عد 26:59؛ 1أخ 5:29؛ رج خر 2 :1-8). كانت نبيّة (خر 15:20-21). تمرّدت مع هرون على موسى الذي تزوّج امرأة كوشيّة. حينئذ أصابها البرص. ثم شُفيت بصلاة موسى (عد 12:1-5؛ رج تث 24 :9). ماتت في قادش (عد 20:1). يرد اسمها في مي 6 :4 مع موسى وهرون. قادت الشعب مثلهما وقت الخروج من مصر.
2) من عشيرة كالب. ابنة بثية بنت فرعون (1أخ 4:17).
3) مريم أم يسوع.
(أ) في أناجيل الطفولة. في مت ولو معًا : مريم هي زوجة يوسف (مت 1:16). حبلى من الروح القدس (مت 1:18؛ لو 1 :27، 35). ولدت في بيت لحم ابنًا يسمّى يسوع ((مت 1:20؛ مت 2:11؛ لو 2:4-7). ثمّ أقامت في الناصرة. في مت وحده : أراد يوسف أن يترك امرأته الحبلى ولكنّه تراجع (مت 1:19-24). بعد ولادة يسوع زار المجوس مريم (مت 2:11) التي لجأت بعض الوقت إلى مصر مع يوسف ويسوع (مت 2:13-15) ثمّ عادت إلى الناصرة (مت 2:19-23). في لوقا وحده : بشّر الملاك جبرائيل مريم "المنعم عليها" (1 :28، ممتلئة نعمة)، بميلاد يسوع (1 :26-27). قبلت مريم وأعلنت أنّها "خادمة الربّ" (1 :38). وذهبت تزور قريبتهاها اليصابات (1 :39-56) فأنشدت أمامها عرفانها الجميل لله في نشيد التعظيم ( تعظّم نفسي الربّ). وبعد أن ولدت مريم يسوع، زارها الرعاة (2 :16). وذهبت إلى الهيكل فاندهشت ممّا يقال عن الصبيّ. عرفت من سمعان أن قلبها سيتمزّق بسبب ابنها (2 :35). حين بقي يسوع في الهيكل وهو ابن 12 سنة قال لها كلامًا لم تفهمه، ولكنّها كانت تحفظ كلّ شيء في قلبها وتتأمّل فيه (2 :19، 41-51).
(ب) في سائر العهد الجديد. تظهر مريم مرّات عديدة في حياة يسوع العامّة : ترافقه في عرس قانا (يو 2:1-5) ثمّ إلى كفرناحوم (يو 2 :12). حاولت يومًا أن تكلّمه فأعلن يسوع : أمي... هو كلّ من يعمل بمشيئة أبي (مت 12 :46-50 مر 3:31-35 لو 8 :19-20). وفي مكان آخر، امتدحت إحدى السامعات سعادة مريم لأنّ عندها مثل هذا الابن (لو 11 :27؛ رج 1:48). فأجاب يسوع : إنّ السعادة الحقّة تقوم في أن نسمع كلمة الله ونحفظها. وتعجّب أهل الناصرة من حكمة يسوع ومعجزاته. فهتفوا : أليست أمّه هي مريم (مت 13 :55 مر 6 3؛ رج يو 6 :42)؟ ووقفت مريم عند صليب يسوع المائت. سلّمها إلى التلميذ الذي يحبّه وسلّم التلميذ إلى أمّه (يو 19:25-27). بعد الصعود كانت أم يسوع مع الرسل وبعض النسوة، وكانوا كلّهم يواظبون على الصلاة (أع 1:14). في الرسالة إلى غلاطية يذكر بولس أن الله أرسل ابنه مولودًا من امرأة (غل 4 :4؛ رج اش 7:14؛ مي 5 :2). وأخيرًا يرى بعض الشرّاح في امرأة رؤ 12 تلميحًا إلى مريم على أنّها أم المسيح أو رمز الكنيسة.
(ج) بعد الكلام عن سيرة مريم العذراء، نتوقف عند اللاهوت المريمي.
أولاً : العهد القديم لا يتكلّم عن أمّ المسيح. ولكن بعد مت ولو، أعيدت قراءة النصوص على ضوء الانجيل، فبدت بشكل صورة مسبقة. هناك نص تك 3 :15 (الانجيل قبل الانجيل) وتدخّل مريم أخت موسى التي سمّيت "ع ل م هـ" (بتول، خر 2 :8)، لتخلّص أخاها (خر 2:4-10). نبوءة مي 5 :2 وإش 7 :14 (عمانوئيل) (لا يعتبر العالم اليهودي هذه النصوص مسيحانيّة). وما هو مهمّ، التجذّر البيبلي للمواضيع التي بها عبّرت الأناجيل وآباء الكنيسة عن سرّ مريم : الحياة الزوجيّة حيث للمرأة دور وللرجل. الأمومة التي هي مشاركة في عمل الله الخلاّق. البتوليّة وهي التعبير الملموس عن الحبّ الذي نرى فيه عطيّة الله. الأنوثة التي هي طريق بركة الله كما يظهر عند سارة ورفقة ويهوديت ونساء النسب في مت 1:1-17، وتشخيص شعب اسرائيل كابنة صهيون (صف 3 :14-17؛ زك 2 :14) أو المرأة التي تلد (إش 54:1-3؛ 66 :7-13). أما صورة الحكمة في الأسفار الحكمية (أم 8؛ سي 24؛ حك 8-9) فلا يمكن أن تنطبق على مريم إلاّ في معنى متكيّف.
ثانيًا : في اللاهوت. إن قلّة المعلومات الانجيلية حول مريم، والطابع العجيب لأناجيل الطفولة في مت ولو، أثارا بعض الشكّ في تأكيدات (أو عقائد) اللاهوت المريمي، كما طرحا تساؤلاً حول الاساس الكتابي. في الواقع، توسّع هذا اللاهوت منذ تدوين العهد الجديد. لاحظ بولس الأصل الداوديّ ليسوع (رو 1:1-4) دون أن يقول شيئًا عن نسل مريم الذي يتماهى مع نسل يسوع منذ يوستينوس. وعبّر بولس أيضاً عن أساس الأمومة الالهيّة (غل 4 :4) التي أوضحها مر 1:1 حين شدّد على ألوهيّة يسوع (مر 15:39) الذي أمه مريم (6 :3). وإذ شدّد مر على تفوّق القرابة الروحيّة على القرابة بحسب اللحم والدم، بيّن أن مريم عبرت من قرابة إلى قرابة (3 :35 ؛ رج أع 1 :14). وتوسّع لو في متضمّنات هذه الأمومة فقدّم مريم كابنة صهيون التي تمّ فيها الانتظار (لو 1-2). دُعيت مريم إلى أن تلد "ابن الله " (لو 1 :35) فجنّدت كل كيانها، في البتوليّة، لتحقيق رغبة الله (1 :38). وهكذا بدا الحبل البتولي بيسوع، بقوّة الروح القدس (1 :35؛ مت 1:18-20)، لا كتفسير من النمط السطري، بل كتعبير حقيقيّ عن هذا التكريس. ونشيد التعظيم يبيّن وعيها بأن تعيش ملء النعمة التي وصلت إلى شعب اسرائيل. بعد الأمومة الالهيّة والبتوليّة، نصل إلى الأمومة الشاملة. يبيّن لو الملائكة يبشّرون بمولد مخلّص جميع البشر (2 :10، 11). هذا الخلاص يتمّ بموت المسيح وقيامته. ومنذ الآن قد شاركت فيه مريم. وهذا ما تدلّ عليه نبوءة سمعان الشيخ (2 :34-35) والبحث عن يسوع ثلاثة أيام بعد أن لبث في الهيكل (2 :49-52). إن مريم التي أشرفت على نموّ ابنها (2 :40-47) ستلد وتربّي الكنيسة، بانتظار فيض الروح القدس (أع 1:14). هي ما بشّرت بالانجيل، ولكنها توافقت مع سرّ التجسّد (2 :19، 51) الذي يتمّ في الكنيسة.
ونصل إلى الحبل البتولي. حين تحدّث مت 1:18-25 عن البشارة ليوسف، عاد إلى حبل مريم البتوليّ ليدلّ على معناه. بيّن أن هذا الحبل البتوليّ هو خضوع تام لمخطّط الله الفريد : فالمسيح ابن داود هو عمانوئيل أي إلهنا معنا. رأى بعض الشرّاح العقلانيون في أصل التقليد حول الأمومة في البتولية، نقلاً مسيحيًا لمواضيع ميتولوجيّة. أما اليوم، فلم يعد من قيمة لهذه النظريات التقابليّة. وعاد الشرّاح إلى المراجع اليهودية من توراة وترجوم ومدراش، فبيّنوا امتداد خصب الله في العقم وفي البتوليّة. لا نستطيع أن نبرهن بشكل تاريخي وثائقي عما يعطي الكتاب من معنى، ولا نستطيع أن ننكر ما يقوله، وإلاّ حصرنا السرّ في تمثّلاتنا. إن النقد الحديث يرفض قوة الحبّ الالهي الذي يحوّل حبّنا : وحين يجعلون من مريم العذراء "امرأة مثلنا"، يمنعون نساءنا من أن يكنّ "أمًا مثلها" : فالأمومة في البتوليّة هي علامة بنوّتنا الإلهيّة. نحن هنا في نهج قياسيّ مع القيامة : حين تجسّد الله في البشريّة، منح حياة الانسان وموته مدلولاً جديدًا كل الجدّة. إن البشرية لا تستنفد يسوع. بل هو الذي يجعلها تتجلّى أو يؤلّهها. مريم هي تحقيق كل هذا ومثاله. إن يو 2 :1-11 (عرس قانا) و 19 :25-26 (على الجلجلة) يربطان مريم بساعة يسوع. مريم هي "المرأة". صورة اسرائيل الذي انتشر في البشرية. صورة الكنيسة. مريم هي حواء الجديدة التي تحمل إيمان المؤمنين إلى عمل المسيح المحوِّل بواسطة الافخارستيا، وإلى الكنيسة التي وُلدت من القلب المطعون. إن مريم تمثّل الكنيسة كسرّ أسّسه يسوع. ومريم هي مقدّسة ولا عيب فيها. يتوسّع رؤ 12 في موضوع حواء التي كملت في المرأة التي تلد المسيح، ومعه البشريّة الجديدة. لهذا، قد انتصرت على عمل إبليس، على عمل الخطيئة والموت، فصارت إيقونة الكنيسة المقدسة والتي لا عيب فيها، كما يقول بولس في أف 5 :27.
ثالثًا : مريم في الكتب المنحولة. حاولت الأسفار المنحولة أن تملأ الصمت الذي تركته الأناجيل. فأوضحت بشكل بسيط حتى السذاجة بتوليّة مريم، وعظّمت نقاوتها (صعود أش 11؛ موش سل 13؛ سيب 1 :18). وإن إنجيل يعقوب (القرن 2) قد توسّع في طفولة مريم، وتقدمتها إلى الهيكل، وحياة الصلاة عندها، وتكلّم عن بتوليّتها. وموضوع رقاد (نياح) العذراء وانتقالها قد ظهر منذ القرن الرابع في أخبار انتقال مريم.
4) مريم المجدليّة. حرّرها يسوع من سبعة شياطين (لو 8 :2؛ مر 16:19، نلاحظ أنّ لوقا لا يقول إنّها الخاطئة المذكورة في 7 :36-50، والتي لا يقول لوقا اسمها). كانت مريم من مجموعة النساء اللواتي يرافقن يسوع من الجليل (لو 8 :2)، يقفن قرب صليبه (مت 27 :55-56 مر 15:40-41؛ يو 19 :25؛ رج لو 23 :49)، يشهدن دفنه (مت 27 :61 مر 15:40؛ رج لو 23 :55)، يشترين حنوطًا ليمسحن الجثّة (مر 16:1). وسنراهنّ عند القبر المفتوح (مت 28 :1ي مر 16 :2ي يو 20 :1ي؛ رج لو 24 :10ي). مريم المجدليّة هي أوّل من رأى القائم من الموت (يو 20 :11-18؛ مر 16:9) وكانت بين النسوة اللواتي حملن إلى الرسل بشرى القيامة (لو 24 :9-10؛ يو 20 :18؛ رج مت 28:8؛ مر 16:8).
5) مريم. من بيت عنيا. أخت مرتا ولعازر (يو 11:1-5). نراها مرّات عند قدمي يسوع (لو 10 :39؛ يو 11 :32؛ 12 :3). تفضّل الإصغاء لكلام يسوع على الخدمة في البيت. لهذا قال عنها يسوع : اختارت النصيب الأفضل ولن ينزعه أحد منها (لو 10 :38-42). عند موت لعازر نراها في البيت، يحيط بها اليهود الذين جاؤوا يعزّونها (يو 11 :19-20، 45). دعتها أختها فراحت إلى يسوع. شاهد يسوع بكاءها فتأثّر وبكى (يو 11:28-35). وقبل موت يسوع ببضعة أيام، خلال وليمة في بيت عنيا، صبّت مريم الطيب على قدمي يسوع (يو 12 :3؛ رج 11:2). هذا الذي حصل "في بيت عنيا" هو في نظر الشرّاح حدث يختلف عمّا في لو 7 :36-50. والخاطئة المغفّلة (لا نعرف اسمها) في لوقا ليست مريم بيت عنيا ولا مريم المجدليّة. ولكن هناك شرّاحًا يقدّمون براهين مقبولة تدلّ على أنّ الخاطئة ومريم بيت عنيا ومريم المجدليّة هنّ شخص واحد.
6) مريم أم يعقوب (مت 27:56؛ (مر 15:40؛ مر 16:1؛ لو 24 :10) ويوسف (مت 27:56) أو يوسي (مر 15:40، 47). قد تكون هي نفسها امرأة كلوبا ونسيبة مريم أم يسوع (يو 19 :25) يُذكر اسمُها مع مريم المجدليّة (ما عدا في مر 16:9؛ لو 8 :2؛ يو 20).
7) مريم أم مرقس. في بيتها، في أورشليم، اجتمع تلاميذ المسيح الأوائل، وعندها ذهب بطرس بعد خروجه من السجن (اع 12:12-17). خادمتها هي : رودة.
8) مريم، مسيحيّة نشيطة في رومة (رو 16 :6). يرسل بولس إليها سلامه ويقول : تعبت لأجلنا كثيرًا.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|