(أ) المضمون. يتضمن ملا ستة تحريضات بشكل حوار. يقول يهوه او نبيّه كلمة، فينكرها الشعب أو الكهنة، فيدافع الرب عن كلمته بلهجة قاطعة ومهدِّدة.
1) يحفظ يهوه حبّه لاسرائيل وبغضه لأدوم (1 :2-5).
2) يوبّخ يهوه الكهنة على إهمالهم في تقدمة الذبائح. سيُرذلون وستتقدَّم ذبيحةٌ جديدة في كل مكان بدل ذبائحهم (1 :6-2 :9).
3) يوبّخ يهوه اليهود بسبب الزواجات المختلطة (يهودي مع غير يهودية) (2 :10-16).
4) سيأتي يهوه ليدين بعد أن يطهّر رسولُه الكهنوت والهيكل (2 :17-3 :5).
5) الضربات الحاضرة (الجراد والغلة الرديئة) ستتوقف حين يدفع اليهود العشور بطريقة منتظمة (3 :6-12).
6) في يوم الدينونة سيجازى الابرار ويعاقَب الخطأة (3 :6-12). وينتهي ملا بتحريض عام على ممارسة شريعة موسى. ويعد بأن ايليا سيعود قبل يوم الدينونة (3 :22-24).
(ب) أصل الكتاب. الغيرة على شعائر العبادة (وهذا ما نجده عند حجاي وزك 1-8)، وذكرُ الحاكم الفارسي (ف 1 -8)، يدلاّن على أن ملا دوِّن بعد المنفى. يبدو أن الهيكل وشعائر العبادة قد أعيدت، ولكن تأخّر تحقيقُ المواعيد المسيحانية (وعد بها حجاي، رج ملا 2 :17-3 :1؛ 3 :6-12). هذا يعني أن الكتاب دوِّن بعد سنة 516 ق.م. ثم إن الزواجات المختلطة تفترض أن ملا دوِّن قبل سنة 445 (تاريخ إصلاح عزرا ونحميا). اذاً يعود الكتاب إلى النصف الاول من القرن 5 . يبدو أن 3:22-24 زيدت فيما بعد لتدل على التهيئة لمجيء المسيح.
(ج) اللاهوت. نلاحظ أن ملاخي الذي يعرف يهوه كربّ الكون، يرى أن الاسكاتولوجيا قضية اسرائيلية محضة. سيأتي الرب ليشفي اسرائيل. لا يتكلّم ملاخي عن سائر نتائج يوم الرب كما يصوِّرها سائر الانبياء. يجب أن نفهم هذا الموقف على ضوء عصر فُرض فيه على اسرائيل أن يحارب ليبقى. إنه لا يستطيع أن يحلم احلاماً بمستقبل لا يرتبط بالحاجات المباشرة. ثم إن ممارسة أشكال الديانة الخارجية ممارسة لا عيب فيها (الذبائح)، والتعلق بشرائع الحياة الاجتماعية (الزواج، اجرة العمال)، كانا أمرين بالغي الاهمية من أجل الحفاظ على الدولة الفتيّة.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|