اسم أعطيَ لملاك يهوه الذي ضرب شعب داود بالوباء (2صم 24:15-17) أو أهلك جيش سنحاريب (2مل 19 :35). رج أيضا اش 37:36؛ سي 48 :21؛ 1مك 7 :41. حين يستعمل الكتاب المقدس عبارة "الملاك المهلك"، فلا يجعلنا أمام وصف خلقي (الملاك الشرير)، بل يدلّ على عضو في البلاط السماويّ أرسله الله في مهمّة لينفّذ أحكامه.
تُذكر هذه العبارة بشكل واضح في خبر إحصاء داود (2صم 24:16؛ 1أخ 21:15 : م ل ا ك. هـ م ش ح ي ت). فالملاك المهلك هو أداة عقاب الله الذي استحقّته خطيئةُ الملك، والذي أوقف الله تأثيره عند باب أورشليم. وخبر تدمير سدوم (كما في التقليد اليهوهي) يذكر رجلين (لا يذكر بوضوح الملاك المهلك) أي "ملاكين" (تك 19 :1) مهلكين أرسلهما يهوه كي يدمّرا (ش ح ت) المدينة (تك 19 :13).
ونُسبت الوظيفة عينها، وظيفة التدمير، إلى ملاك يهوه الذي ضرب (ن ك هـ ) في ليلة واحدة 185000 أشوري فقتلهم، وأجبر سنحاريب على رفع الحصار عن أورشليم سنة 701 (2مل 19 :35؛ أش 37:26؛ 2أخ 32:21) : هي مأثرة ذكرها سي 48 :21، واستلهمها يهوذا الكابي قبل المعركة ضد نكانور (1مك 7 :41-42؛ 2مك 15:22-24).
ونقرّب من الملاك المهلك ستّة "رجال مسلّحين" أُرسلوا في مهمّة، فنفّذوا العقاب في أورشليم (حز 9:2-7). وهناك "ملائكة الشرّ" في مز 78:50، وهذا ما يدلّ على ضربات مصر. و"ملاك الرب" الذي يلاحق أعداء البار (مز 35:5-6). و"ملاك لا يرحم" الذي يعاقب الشرير (أم 17:11). والملاك الذي ينصف سوسن (دا (يو) 13 :55، 59). ومن هو المهلك (م ش ح ي ت) في خبر الفصح (خر 12:33)؟ يبقى النص غامضًا، وهو لا يتكلّم عن ملاك. كما أن التقليد ينسب إلى يهوه الضربة العاشرة التي ضربت أبكار مصر (خر 11:5؛ 12 :12-13، 23، 27، 29؛ (مز 78:51؛ مز 510:36؛ 351 :8؛ 361 :10 ورأت حك 18 :5-19 في هذه الضربة نتيجة كلمة الرب القديرة)، وحمت اسرائيل بفضل دم الفصح من ضربات المهلك (خر 12:23، يهوهي)، أو من ضربة الهلاك (ن ج ف. ل. م ش ح ي ت؛ خر 12:13، كهنوتي). فإذا أخذنا بالقول إن أصل الفصح سابق لاسرائيل، وقد وُلد في محيط من الرعاة، يكون هذا "المهلك" روحًا شريرًا يحتمون منه بواسطة طقس دمويّ قد تذكّره التقليدُ اليهوهي (خر 12:21-23).
والمهلك في حك 18 :25 يطرح مسألة مماثلة. ففي سياق (حك 18:20-25) تأويل مدراشي كما في عد 17:6-15 (تذمّر، ضربة، تشفّع موسى، نهاية الضربة)، نحن أمام تشخيص أدبي للضربة (عد 17:15) أو ملاك ينفّذ هذه الضربة. ويُطرح السؤال نفسه عن المهلك المذكور في 1كور 10 :10 (موازاة مع الحية، آ9)، والذي يعود إلى حدث المسيرة في البريّة. من المعقول جدًا حسب مز 78:50، وعالم الملائكة في العالم اليهوديّ المتأخر (ملاك العقاب. (1أخن 53:3؛ 1أخن 56:1؛ 62 :11؛ 63 :1؛ 66 :1)، أن المهلك (ملاك الموت) في عب 11:28 يدل على الملاك المهلك. يتماهى المهلك مع ملاك الهاوية (رؤ 19:11)، ويُعتبر ملاكًا من الملائكة الأشرار. رج ابدون، ابوليون.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|