الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: نجع حمادي


المسيحي مؤشر موسوعة إلكترونية

مدينة مصرية تبعد 127 كلم إلى الشمال من الاقصر، باتباع الشاطئ الشماليّ للنيل. قربها اكتُشفت كتب قبطية (بأكثريتها صعيديّة) دوّنت على برديات مجلّدة بشكل كودكسات. 51 أو 52 كتابًا (اذا حسبنا 13 3 على حدة) ذا طابع مسيحي غنوصيّ.

1) خبر الاكتشافات. يبدو أن الاكتشافات الاولى حصلت في نهاية 1945، ولكننا لا نعرف الزمن بالضبط، كما لا نعرف المكان الذي فيه اكتشفت. فالوثائق لم تصل إلى أيدي الاخصّائيين إلاّ سنة 1947 وما بعد، وسط تقلّبات سياسيّة ومشاورات لا عدّ لها. يبدو أن الوثائق اكتشفت بالاحرى قرب قرية حمرا دوم على شاطئ النيل الأيمن وسط صخور جبال جبل الطريف في جرّة. أخفِيت في الأرض فلم يظهر منها إلا غطاؤها. وقد استُعمل الموضع بشكل مقبرة حتى شقوق الصخور. وجاءت ثورة 1952 ثم حرب السويس سنة 1956، فتأخّر نشر المخطوطات حتى الستينات.

تمّت النشرة الكاملة للنصوص سنة 1972، وترجمت إلى الانكليزية. وها هي تترجم إلى الفرنسيّة... وُجد هناك 13 كودكسًا. وحُفظ منها أحد عشر في غلاف من جلد. أما الكودكسان 12-13 فقد بقي منهما أجزاء. ومع ذلك، فنحن نملك 1153 (عدد كبير من الصفحات كامل) من أصل 1257 صفحة. طول الصفحة 35 وعرضها 15 ما عدا الكودكس الأول حيث الصفحة أصغر.

نحن أمام نسخات قبطيّة لنصوص أصليّة في اليونانيّة أو السريانيّة. ووُجدت ترجمات مختلفة بعض الشيء (2 2؛ 3 4) لهذه النصوص قبل ذلك الوقت. فاشتراها متحف برلين (ولا تزال فيه) مع مؤلَّفين من النوع عينه (انجيل مريم المجدليّة، أعمال بطرس) سنة 1896. وعُرفت مؤلّفات أخرى منذ العصور القديمة، غير أن معظمها ظلّ مجهولاً بالنسبة إلينا.

2) لائحة مكتبة نجع حمادي

(أ) كودكس 1

سمّي هذا الكودكس أيضًا كودكس يونغ. لأن الفيلسوف كارل يونغ اقتناه بعض الوقت، وكان قد اهتمّ عن قرب بالغنوصيّة، ولا سيّما في وجهات الالوهة الانثى، ودخل في المناقشات.

. نجع 1 1. منحول (ابوكريفون، كتاب سري) يعقوب (ص 1-16) : وحي يسوع ليعقوب بعد القيامة. يتضمّن بعض الامور المتوازية مع المقولات الازائية.

. نجع 1 2. انجيل الحقّ (ص 16-43) : تعليم أعطاه معلّم نجهل اسمه، وقد ماهاه بعضهم مع ولنطينس.

. نجع 1 3. مقال حول القيامة (ص 43-50) : يتحدّث هذا الكتيّب عن القيامة كواقع حاضر ومحض روحيّ. سُمّي بعض المرات "رسالة إلى راجينوس" (يرد الاسم في النصّ).

. نجع 1 4. المقال المثلّث (ص 51-138) : تعليم حول القسمة المثلّثة للكائن البشريّ (روح، نفس، مادة). هذا المقال هو قريب من غنوصيّة ولنطينس، كما عرفناها عند آباء الكنيسة.

. نجع 1 5. صلوات الرسول بولس. نجد هنا صفحتين اختلف الأخصائيون في موضعهما، فجعلوهما في بداية الكودكس. تتحدّث عن خلاص "نفسي المستنيرة".

(ب) الكودكس الثاني

. نجع 2 1. منحول (ابوكريفون، كتاب سري) يوحنا (ص 1-32) : تفسير غنوصيّ للفصول الأولى لسفر التكوين مع إدخال 365 ملاكًا. وتبدو اللهجة معارضة لليهود بشكل واضح، مع تكرار عبارة "لا كما قال موسى". هذا الكتاب هو الذي يهاجمه ايريناوس في كتابه "ضد الهراطقة" (1 :29-30).

. نجع 2 2. انجيل توما (ص 32-51) : مجموعة 114 قولاً ليسوع. وهناك عدد منها قريب من قولات الأناجيل الازائيّة، وأخرى قريبة من قولات بهلنسة.

. نجع 2 3. انجيل فيلبس الرسول (ص 51-68) : مجموعة أقوال قريبة من الغنوصية الولنطينيّة مع تشديد على العنصر الانثويّ في الالوهة.

. نجع 2 4. طبيعة الاراكنة (ص 86-97) : وحي حول الكوسموغونيا أو نشأة الكون.

. نجع 2 5. حول أصل العالم (ص 97-127) : وحي حول الكوسموغونيا وخلاص العالم بواسطة مخلّص يحمل الوحي. يتضمّن هذ االمؤلّف عناصر سابقة للمسيحيّة.

. نجع 2 6. تأويل النفس (ص 127-137) : خبر سقوط النفس المشخَّصة وافتدائها، مع ايرادات من البيبليا ومن هوميروس الشاعر اليونانيّ.

. نجع 2 7. كتاب توما أو توما المجاهد (ص 138-145) : حوار بين يسوع ويهوذا توما (صار الاسمان اسمًا واحدًا) كما جمعه متّى مع ميوله النسكيّة. يتضمّن بعض المتوازيات مع أقوال من الاناجيل الازائيّة.

(ج) الكودكس 3.

. نجع 3 1. أبوكريفون يوحنا (ص 1-40) : نسخة أقصر من نجع 2 1 وقريبة من نسخة متحف برلين.

. نجع 3 2. انجيل المصريين (ص 40-69) : لا علاقة لهذا المؤلّف مع الانجيل الذي يحمل ذات الاسم، والذي نعرفه من خلال ما أورده اكلمنضوس الاسكندراني. نحن بشكل رئيسيّ أمام مجموعة من الصلوات والمدائح والتعويذات.

. نجع 3 3. اوغنستوس المبارك (ص 70-90) : رسالة حول كوسموغونيا تبدو وكأنها غير مسيحيّة.

. نجع 3 4. حكمة يسوع المسيح (ص 90-109) : نسخة مسيحيّة لـ "اوغنستوس المبارك" (نجع 3 3) يتدخّل فيها يسوع المسيح.

. نجع 3 5. حوار المخلّص (ص 120-149) : أجزاء حوار بين يسوع وتلاميذه حول الكوسموغونيا والفداء. نجد أمورًا متوازية بين هذا المؤلّف وأقوال من الأناجيل الازائيّة.

د) الكودكس 4 (ناقص)

. نجع 4 1. أبوكريفون يوحنا (ص 1-49) : نسخة تشبه نجع 2 1.

. نجع 4 2. انجيل المصريين (ص 50-81) : نسخة نجع 3 2 مع بعض الاختلافات.

(هـ) الكودكس 5

. نجع 5 1. "اوغنستوس المبارك" (ص 1-17) : نسخة نجع 3 3 مع اختلافات.

. نجع 5 2. رؤيا بولس (ص 17-24) : رؤى الرسول. ليس الكتاب كاملاً، بل بقيت منه أجزاء.

. نجع 5 3. رؤيا يعقوب الأولى (ص 24-44) : حوار بين يعقوب "البار" ويسوع قبل الصلب وبعده، وفيه يؤكّد يسوع أنه لم يُصلب إلا في الظاهر. نجد عبارات ولنطينيّة في هذا الكتاب الذي بقيت منه أجزاء.

. نجع 5 4. رؤيا يعقوب الثانية (ص 44-63) : مجموعة مدائح وأناشيد قالها يسوع ويعقوب (الذي هو عامل في الفداء). يُذكر في هذا المؤلّف أيضًا استشهاد يعقوب.

. نجع 5 5. رؤيا آدم (ص 63-85) : خبر يبدو مسيحيًا في ظاهره. خبر آدم وحواء وايحاء ات حول مستقبل نسلهما.

(و) الكودكس 6

. نجع 6 1. أعمال بطرس والرسل الاثني عشر (ص 1-12) : مؤلّف لا يتلوّن بلون الغنوصيّة.

. نجع 6 2. الرعد الروح الكامل (ص 13-21) : ايحاءات الحكمة من نمط "أنا هو".

. نجع 6 3. تعليم بسلطان أو التعليم الحقيقيّ (ص 22-35) : عظة حول وضع النفس في عالم معادٍ.

. نجع 6 4. مفهوم قوّتنا العظيمة (ص 36-48) : تاريخ غامض للكون مع وصف لكوارث نهاية العالم.

. نجع 6 5. جمهوريّة أفلاطون (ص 48-51) : نسخة قبطيّة فيها الكثير من الأخطاء حول جزء بسيط (588أ-589ب) من مؤلّف الفيلسوف اليونانيّ.

. نجع 6 6. الثامنة والتاسعة (ص 52-63) : حوار بين هرمس ترسماجيستس وأحد تلاميذه حول السماوات (؟) الثامنة والتاسعة.

. نجع 6 7. صلاة شكر (ص 63-65) : هذه الصلاة بأصلها الهرمسيّ، نجدها في اليونانيّة واللاتينيّة في نصوص لا تنتمي إلى نجع حمادي.

. نجع 6 8. اسكليبيوس (ص 65-78) : نسخة قبطية لوثيقة هرمسيّة عُرفت في اليونانيّة واللاتينيّة في نصوص لا تنتمي إلى نجع حمادي. الموضوع هو مصير مصر. ضاع العنوان فأعيد تكوينه بفضل النصوص الموازية المعروفة.

(ز) الكودكس 7

. نجع 7 1. اسهاب سام (ص 1-49) : الكوسموغونيا مع عناصر من سفر التكوين.

. نجع 7 2. مقال ثان لشيت العظيم (ص 49-70) : خبر خلاص ذات نزعة ظاهرية (مات المخلّص في الظاهر لا في الحقيقة) ومناوئة لليهود. لقد اهتم الغنوصيّون دومًا بشيت، لأنه الابن الذي "حبل" به آدم وهو ابن 130 سنة "على صورته ومثاله" (تك 5، 3)، وإليه نقل ما بقي له من المعرفة بعد السقطة. حسب انجيل المصريين، يسوع هو تجسّد شيت.

. نجع 7 3. رؤيا بطرس (ص 70-84) : هَزِئ المخلّص من الذين ظنّوا أنهم صلبوه. مع أن آخر حلّ محلّه (قد يكون سمعان القيريني). لا علاقة لهذا المؤلّف مع المنحول الغنوصي الذي يحمل ذات الاسم.

. نجع 7 4. دروس سلوانس (ص 84-118) : تعليم حكمي ذات نزعة نسكيّة.

. نجع 7 5. مسلات شيت الثلاث (ص 118-127) : مجموعة مدائح.

(ح) الكودكس 8 (ناقص)

. نجع 8 1. زوستريانس (ص 1-132) : وحي نُسب إلى معلّم زرداشت.

. نجع 8 2. رسالة بطرس إلى فيلبس (ص 132-140). عالجت الصلب على الطريقة الظاهريّة.

(ط) الكودكس 9 (ناقص)

. نجع 9 1. ملكيصادق (ص 1-27). اجزاء تحمل وحيًا. لقد كان ملكيصادق دومًا موضوع اهتمام التقليد المسيحي واليهودي، بالنظر إلى ما في مولده من أسرار (تك 14 :18).

. نجع 9 2. فكر نوريح (ص 27-29) : نصّ شعري قصير حول صورة رأى فيها الغنوصيون امرأة نوح (لا يُذكر اسمها في الكتاب المقدس).

. نجع 9 3. شهادة الحقيقة (ص 29-74) : عظة شعرية حول المعرفة (غنوسيس) الحقة.

(ي) الكودكس 10 (ناقص)

. نجع 10 1. مرسانيس (ص 1-68) : صورة جزئيّة عن العالم السماويّ.

(ك) الكودكس 11 (ناقص)

. نجع 11 1. تفسير المعرفة (ص 1-21) : عظة عن الكنيسة ذات نزعة ولنطينية.

. نجع 11 2. عرض ولنطيني (ص 22-44) : يعالج هذا المقال بشكل رئيسيّ الملء (بليروما) وشعائر العبادة.

. نجع 11 3. الغريب (ص 45-69) : نحن أمام شخص ليس من البلاد وهو يحمل وحيًا.

. نجع 11 4. المعرفة السامية (ص 69-72) : وحيٌ جزئي.

(ل) الكودكس 12.

يحتوي فقط عشر صفحات وخمسة عشر جزءً ا بسيطًا.

. نجع 12 1 : أقوال سكستوس امبيريكوس : ترجمة قبطيّة لأقوال هذا الفيلسوف اليوناني، المعروضة في موضع آخر.

. نجع 12 2 : انجيل الحقيقة : أجزاء.

. نجع 12 3 : أجزاء مختلفة.

(م) الكودكس 13.

يحتوي فقط ست عشرة صفحة وبعض الاجزاء، وهي تتيح لنا أن نكتشف مقالين اثنين.

. نجع 13 1. المعرفة الاولى بأشكالها الثلاثة : وحيٌ يأتي بالفيض الالهيّ في ثلاثة أشكال : الأب، الأم، الابن.

. نجع 13 2. أصل الكون.

3) اعتبارات حول هذه المخطوطات

متى دُوّنت؟ إن الرسائل وسائر البرديات الوثائقيّة المستعملة لتغليف "الكتب" قد ساعدتنا على تحديد تاريخ كتابة مخطوطات نجع حمادي، في القسم الأول من القرن الرابع. غير أننا نجهل العلاقة الدقيقة بين رهبان قينوبوسكيون (قنوبين الصغير، في طيبة) وهذه المخطوطات. كل ما نعرفه هو أن تيودورس، خلف باخوميوس، أمر بترجمة "رسالة العيد" لاثناسيوس (367 ب.م.) إلى القبطيّة، وهي تشكّل محطّة حاسمة في قانون (أو اللائحة القانونيّة) العهد الجديد، وتشجب بعض المقالات المهرطقة. لا شكّ في أن هذه الرسالة كانت السبب في تدمير الكتب الغنوصيّة. لهذا حاول البعض أن يُنجّوا بعضها من هذا الخراب، فطمروها في فجوات صخور نجع حمادي. أما تدوين هذه المقالات فيعود إلى القرن 2-3.

ما هي أهميّة هذه المخطوطات؟ بالنظر إلى الغنوصيّة أولاً : إن هذه المؤلّفات التي عدّدناها تعطينا للمرّة الأولى وبشكل جوهري معلومات مباشرة عن الغنوصيين مثل ولنطينس، الذين حاربهم الآباء (ايريناوس، اكلمنضوس الاسكندراني، هيبوليتس)، كما حاربهم أفلوطين الفيلسوف اليوناني. تبقى أصول الغنوصيّة مجهولة، ولكن يبدو أنها سابقة للمسيحيّة. أشكالها مختلفة. ولكن النهج الغنوصيّ يتميّز دومًا بعقيدة تتحدّث عن الفداء بالمعرفة (غنوسيس، لا الصليب، لا التقليد). فحين تنال النفس الوحي عن أصولها (وقد يكون ذلك عبر طقوس هي "الأسرار" على "مثال" ما في المسيحيّة)، تستطيع أن تصل منذ الآن إلى العالم الالهي الذي سقطت منه. بعد ذلك، فالعالم الملموس والتاريخيّ الذي سُجنت فيه، لا معنى له. ولهذا فالغنوصية تنصح بأن نتخلّص منه، نتجرّد عنه (الدير في الغنوصيّة المسيحيّة)، أو أن نغطس فيه عبر سكر وعربدة لا يؤثّران على النفس. وقد وعى الغنوصي (الذي نال المعرفة الغنوصية) وعيًا عميقًا لسمُوِّه على الذين لم ينالوا وحيًا.

وما هي أهميّة هذه المخطوطات بالنظر إلى العهد الجديد؟ مع أن هذه المخطوطات تعود إلى القرن الرابع ب. م، فهي تعكس غنوصيّة تعود إلى ما قبل ذاك الزمن، بحيث إن علاقات هذه المخطوطات مع العهد الجديد تُطرح بشكل جديّ. وقد لاحظ الأخصّائيون تشابهات بين الغنوصيّة والانجيل الرابع في استعمال مواضيع النور والحقيقة، ونقيضة فوق وتحت، ومسألة أصول يسوع، وغياب علم أخلاقيّ موسّع. غير أن يوحنا يتجنّب بعناية كبيرة لفظة "وحي"، ولا يماهي أبدًا بين الله والحقيقة التي قد يوحيها الموحي يسوع، بل إن يسوع هو الحقيقة، هو الحقّ. ومعنى الحقيقة يجب أن نفهمه في خلفيّة توراتيّة حيث توازي الحقيقةُ الأمانةَ والثبات. والفكرة المسيحيّة المتهوّدة الحاضرة أيضًا في يو، عن خلاص في التاريخ، أي في الزمن البشري (لا في الزمن السطري، زمن البدايات كما نجده في الميتولوجيات) بواسطة انسان تاريخيّ، وبخاصة بواسطة ما هو نصيب كل حياة بشريّة أي الألم والموت، كل هذا لا يمكن أن يدخل في نهج غنوصيّ يحاول أن يتجنّب دومًا أن يذكر موت يسوع، أو هو ينكره بلا جدال ولا مناقشة (نجع 5 3؛ 7 2-3).

لقد بدت وثائق نجع حمادي مهمّة جدًا من أجل معرفة أعمق للغنوصيّة المسيحية التي عرفناها فقط معرفة غير مباشرة، خصوصًا بواسطة الآباء. ومع أن المخطوطات تعود إلى القرن الرابع المسيحي، فهي تعكس غنوصيّة أقدم تجعلنا نتحدّثت عن غنوصيّة سابقة للمسيحية كما في هرمس ترسماجيستس. كل هذا ترك أثره في بعض مؤلّفات العهد الجديد، كردّة فعل على غياب الالتزام والمسؤولية الذي قد يجرّه الموقف الغنوصيّ الخارج من التاريخ في أشخاص "متحمّسين" مثل الذين التقى بهم بولس الرسول.







الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية

God Rules.NET
Search 100+ volumes of books at one time.