وصل إلينا هذا المؤلّف في عدّة ترجمات قديمة، وفي نسختين مسيحيّتين يونانيّتين. نسخة طويلة (أ) تعود إلى القرن الثالث (20 فصلاً). ونسخة قصيرة (2) تعود إلى القرن الرابع (14 فصلاً). تشكّل هاتان النسختان تحويل النصّ الأصليّ الذي دوّنه في اليونانيّة يهوديّ في مصر في القرن 1-2 ب.م. لهذا قد يكون هذا المؤلّف ارتكز على كتاب يعود إلى القرن الأول ب.م. وقد ألّف في العبريّة. سمّيت "وصيّة ابراهيم" وصيّة، مع أنّها لا تتحدّث عن وصيّة ابراهيم، بل تقدّم خبرًا عن موت أبي الآباء مع عناصر جليانيّة. في الفصول الأولى من النسخة الطويلة (ف 1-9)، نرى محاولات ميخائيل رئيس الملائكة ليأخذ نفس ابراهيم الذي رفض الموت. وتصوَّر ضيافةُ ابراهيم الخارقة أمام ميخائيل الذي جاء بشكل بشريّ. في القسم التالي (ف 10-14) نجد صورة عن تجوّل ابراهيم على مركبة برفقة ميخائيل الذي يدلّه على الأرض مع خطاياها ويكشف له أسرار السماء. وبين البابين اللذين يوصلان إلى السماء، رأى (ابراهيم) آدم جالسًا على عرش ذهبيّ. فآدم هذا نادرًا ما يفرح، وذلك حين يرى الذاهبين في الطريق الضيّق. وهو يبكي حين يرى الجماهير المتّجهة نحو الباب الواسع. دان هابيل الأبرار، وقدّم ملاكان لائحةً بأعمالهم الصالحة وأعمالهم الرديئة. ويزن دوقيئيل، رئيس الملائكة، هذه الأعمال، ويُخضعها فورئيل لمحنة النار.وتدلّ الفصول الأخيرة (ف 15-20) على أنّ ابراهيم بعد تجوّله ما زال يقاوم ميخائيل ويرفض أن يسلّمه نفسه. حينئذ احتال الموت ودعاه إلى أن يقبّل يده. فامتثل ابراهيم. فظلّت نفسه متعلّقة بيد الموت. وأخذت نفسُ ابراهيم إلى السماء ودُفن جسده في ممرا. يتضمّن النص عناصر عديدة مشتركة مع الأخبار اليهوديّة التي جُمعت في "أخبار يرحمئيل"، ومع تصوير موت موسى في " انتقال موسى". لقد حاول هذا الكتاب أن يقدّم نظرة شاملة إلى تعليم الخلاص، وأن يوفّق بين التعاليم عن الدينونة الفرديّة والدينونة العامّة.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|