أوّلاً : المضمون. موضوعه الرئيسي هو يوم الرب.
(أ) رأى النبي نذيرًا ليوم الرب في ضربة الجراد الذي اجتاح البلاد وكثُر ونما. يصوّره النبي مرتين : مرّة حين هاجم الريف (1 :2-12)، ومرّة حين هاجم المدينة (2 :1-11). وينتهي التصويران بنداء الى التوبة (1 :13-20؛ 2 :12-17).
(ب) القسم الثاني. هو رؤية مستقبل تصوِّر تصليح الخراب : سيكون الخير عاماً وافراً (2 :18-27). وتصوَّر البركةُ التي ستكون أكثر وفرًا فتحمل إلى شعب الله فيضًا خاصًا من روح الله (3 :1ي؛ رج أع 2 :17-21). ويُصوَّر أخيرا بالوان جليانية أعداء اسرائيل وإعادة بناء شعب الله (ف 4).
ثانيًا : وحدة الكتاب. هناك من يفكر أن ف 3-4 ليسا من تأليف الكاتب الذي دوّن ف 1-2. هم ينسبون ف 3-4 إلى كاتب جلياني متأخر أقحم في ف 1-2 بعض المقاطع عن يوم الرب (1 :15؛ 21 ب- 2أ، 10أ، 11ب). وآخرون يظنون أن الكتاب كله من يوئيل، ولكن جاء كاتب جلياني فأعاد تنقيح الكتاب وزاد مقاطع من عنده. غير أن معظم الشراح يقولون بوحدة الكتاب.
ثالثًا : متى ألف الكتاب؟ كانوا يحسبون في الماضي ان الكتاب سابق لمنفى بابل، لأنه لا يذكر الاشوريين ولا البابليين ولا الأراميين. وبعضهم قال : في أيام يوآش (حوالي 830)، لأنه لا يذكر اسم ملك. وقالوا : في أيام عزريا (حوالي 760) لأنه يقع بين عاموس وهوشع... ولكن الكتاب دوّن بعد نفي بابل بسبب وضع اسرائيل الديني (هو جماعة من الابرار، وهذا موضوع تطرّق إليه الكتّاب بعد السبي) والسياسي (غياب مملكة العشر قبائل، مع وعد أن لا يكون اسرائيل خاضعًا للغرباء رج 2 :19ي؛ 4 :17) الذي يفترضه.
رابعًا : التفسير. رأى التأويل القديم في ضربة الجراد صورة رمزيّة عن الأمم المعادية التي تغزو البلاد. وهناك شرّاح حديثون يعتبرون الجراد صورًا جليانيّة تصوّر الرعب في نهاية الأزمنة (رج رؤ 9). ولكن الرأي العام هو أن الجراد ضربة حقيقيّة قدمت ليوئيل مناسبة وعظتين عن التوبة وحديث عن يوم الرب.
خامسًا : اللاهوت. شجبُ الخطيئة (تحدّث عنه الأنبياء القدماء) غريبٌ عن يوئيل. هو لا يعرف إلاّ توبة طقسية أمام الله الذي هو رحيم بطيء عن الغضب وغنيّ بالمراحم (2 :13). ولهذا لن يُطبع يومُ الرب بتمييز أدبي. إنه يحمل إعادة الشعب المختار إلى مجده وشجب الوثنيين الذين أساؤوا اليه. فالوثنيّون لا يشاركون في الخيرات المقبلة، وفيضُ الروح محصور بأورشليم. هذه هي النظرة الضيّقة التي عرفها بنو إسرائيل بعد السبي. أما قيمة الكتاب الحقيقيّة فتدلّ على أننا أمام أول رؤيا يهودية كاملة. وترجع شهرته إلى كرازة 3 :1 - 5 التي بموجبها يحوِّل روحُ الله في يوم الرب، جماعةَ أورشليم إلى جماعة أنبياء (اع 2 :1ي). أما صرخة التوبة (2 :12-14، 17)، فقد استعادتها الليتورجيا المسيحية.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|