أحد الشعوب الذين أقاموا في فلسطين قبل مجيء القبائل الاسرائيلية. نعرف الشكل الأموري من الجدرانيات المصرية ابتداء من الألف الثالث ق.م. ويظهر اسم أمورو للمرة الأولى في النصوص المسمارية في القرن الثالث والعشرين. في هذا الوقت شكل أمورو (الغربيون) قبيلة من البدو أقامت في الصحراء شمالي غربي تدمر. حاولوا أن يدخلوا إلى مناطق الحضر، في بلاد الرافدين، فاحتلّوا مدن ايسين، لرسا (حوالي سنة 1940 ق.م.)، أشور (حوالي سنة 1750)، وبالأخص بابل حيث أسّس شومو أبو سلالة أمورية (1830 ق.م.) انتمى إليها * حمورابي. وتكوّنت مملكة ثانية على الشاطئ الغربيّ للفرات الأوسط (ماري). وكانت دول أمورية في الغرب : في قطنا وامحاد (حلب الحالية) وفي فلسطين (في غربيّ الأردن وشرقيه). عد 21:1 ي : مملكة سيحون الأمورية (رج تث 2:26-3 :11). يش 10 :1 ي : المدن الممالك : أورشليم، حبرون، لخيش، دبير، يرموث... يقول تك 14 :3 إن الأموريين وصلوا إلى النقب وكوّنوا مع الكنعانيين وشعوب أخرى السكان الأصليين لفلسطين قبل مجيء بني اسرائيل. ما معنى كلمة كنعاني؟ ما معنى كلمة أموري؟ الآراء متعددة، ونحن لن نقبل الرأي القائل إن النصوص اليهوهية تتحدث عن الأموريين والنصوص الالوهيمية تتحدث عن الكنعانيين. أما إذا توقّفنا عند تقرير الجواسيس في عد 13:29 (رج يش 11 :3)، فالأموريون والحثيون واليبوسيون أقاموا في الجبال، والكنعانيون أقاموا في الساحل وفي وادي الأردن. وإذا عدنا إلى لائحة الشعوب في تك 10، نرى أن الأموريين يشكّلون فرعًا من الكنعانيين. ليسوا من نسل سام، بل من نسل حام. ولكن هذه النسبة غير مؤسسة على الاتنولوجيا بل على اعتبارات دينيّة : فسكّان كنعان الأصليون مبغضون، فيجب بالتالي أن ينتموا إلى نسل حام الملعون. وهناك علماء يعتبرون أن الكنعانيين والأموريين شكّلوا موجتين متعاقبتين من البدو الساميين الذين جاءوا من الصحراء السورية والعربية. الموجة الأولى وصلت إلى كنعان حوالي سنة 3000، والثانية حوالي سنة 2200. وهكذا يرتبط اسم كنعاني بالجغرافيا (كنعان) واسم أموري بالسياسة واللغة الدبلوماسية. في تك 15 :16 وعا 2 :9 يدل الأموريون على السكان الأصليين. أصل لغتهم غامض. وهي تتميّز بأسماء العلم عن اللغات السامية الشرقية (البابلي، الأشوري). ولهذا سمّاها بعضهم الكنعانية الشرقية. واعتبرها آخرون أمّ المجموعة السامية في الشمال الغربي (العربي، العبري). وقال آخرون إن الأموريين هم الأراميون الأوائل. أقام الأموريون في شمالي سورية ولبنان (البقاع) وجبال فلسطين (أورشليم، نسبة إلى سالم إله العالم السامي الغربي. رج حز 16:3، 45). ومن ملوكهم ملكيصادق وأدونيصادق. أقام الاموريون في منطقة عين جدي (2أخ 20:12). تحالفوا مع العماليقيين ومنعوا بني اسرائيل من الدخول إلى فلسطين عبر النقب (تث 1:43-44). كانوا على تلال الأردن وأسّسوا عدّة ممالك (عد 21:26؛ تث 2:26-37؛ يش 12:2-3). وقفوا بوجه الاسرائيليين الذين هزموهم في ياهص (عد 21:23-24) واستولوا على عاصمتهم حشبون. وغُلب ملك آخر هو عوج (عد 21:33)، ووزّع موسى أرضهم على قبائل رأويين وجاد ومنسى (عد 32:33-35؛ يش 13:8-13). واتحد الأموريون وحاربوا يشوع (يش 5 :1؛ 10 :1-27) فقهرهم في جبعون. وسيقوم الأموريون بمحاولات أخرى لاسترداد مواقعهم (ق(ض 1:34-36؛ ض 3:5؛ 1صم 7:14)، ولكن أخضِعوا بشكل نهائيّ في زمن الملوك (1مل 9 :20).
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|