أو الايراد البيبليّ : مقطع من كتاب يرد حرفيًا في كتاب آخر. نتحدث هنا عن استشهادات العهد القديم في العهد الجديد. هناك 300 حالة يرد العهد القديم في العهد الجديد. قد يكون الاستشهاد واضحًا كما هو الأمر في يو 2 :17 أو أع 2:34. حينئذ يعود النص إلى الكتاب (أع 8:32-33)، إلى ما كُتب (مر 14:27)، إلى موسى "صاحب" البنتاتوكس، الشريعة (أع 3:22)، إلى كتب الانبياء (أع 7:42-43)، إلى النبي (مت 21:4-5؛ أع 7:49-50)، إلى داود صاحب المزامير الذي يحتلّ ثلثي الاستشهادات (أع 4:25-26). بل إلى الله نفسه (أع 3:25). في أماكن أخرى يكون الاستشهاد ضمنيًا كما في مر 14:62 أو أع 10:36، حيث ألفاظ العهد القديمُ تُستعمل للتعبير عن جملة في العهد الجديد. ويجدر القول إن الاستشهادات تعود عادة إلى السبعينية.
إن المعنى الذي يُنسب إلى الاستشهادات في العهد الجديد، يختلف بعض المرات عن مدلول المقطع الوارد في نصّه الأصلي. هنا نتساءل : هل يرد النصّ عن طريق الذاكرة؟ هل كان هناك كتاب "استشهادات" يأخذون منه؟ عند ذاك نفهم أن ينسب مز 82:6 (في يو 10 :34)؛ 69 :5 (في يو 15 :25) إلى الشريعة. أن ينسب زك 11 :12 (في مت 27 :9-10) إلى النبي إرميا. وقد لاحظ الشرّاح أن الاستشهادات الكتابيّة عند بولس تتجمّع قبل كل شيء في بعض أجزاء محدّدة من الرسائل الكبرى. مثلاً، في 1كور 1 :18-3 :23، جمع الرسول عددًا من الاستشهادات تتطرّق كلها إلى الحكمة البشرية التي يشجبها الله. ولا تعود هذه الاستشهادات إلى السبعينيّة بل إلى تقليد نصوصي آخر سيتبعه اكلمنضوس الرومانيّ في رسالته الأولى. فوجود مجموعات صغيرة من الاستشهادات يتبعها تفسير قصير، أمر عرفه الاسيانيون في قمران (المغارة الرابعة). وتكوين مثل هذه المنتخبات يشكّل تفسيرًا للنصوص التي يستعملها كتّاب العهد الجديد أو الكتّاب الكنسيّون.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|