أولاً : المضمون. اختار الملك الفارسي أحشويروش أستير ح من بين أجمل نساء مملكته وجعلها ملكة وهو لا يعلم أنها يهوديّة. أثّرت استير على البلاط الملكي، ففشّلت مخطّط هامان المجرم ضدّ اليهود المقيمين في مملكة فارس. ثم إن فرح اليهود وانتقامهم تجسّدا في تأسيس عيد الفوريم (أو القرعة). صار الكتاب شعبيًا لدى اليهود بسبب مضمونه، وأعتبره التقليد اليهوديّ من أهم اللفائف (الادراج) البيبليّة. نشير إلى أن النصّ العبريّ أقصر من النصّ اليونانيّ واللاتينيّ. جعلت السبعينيّة النصوص المزادة في متن النصّ. أما الشعبيّة اللاتينيّة فجعلتها في ملحق وهي : أ) حلم مردخاي (سبعينية : قبل 1 :1؛ شعبية 11:2-12). مردخاي يكشف المؤامرة (شعبية 12:1-6). ب) قرار الملك الذي أمر بإفناء اليهود (سبعينية بعد 3:13؛ شعبية : 13 :1-7). ج) صلاة مردخاي (سبعينية بعد 4:17؛ شعبية 13:8-18). صلاة استير (شعبية 14:1-9). د) استير تذهب إلى الملك (سبعينية بعد 4:17؛ شعبية : 15 :4-19). هـ) إجراءات من أجل اليهود (سبعينية بعد 8:12؛ شعبية : 16 :1-24). و) تفسير حلم مردخاي (سبعينية بعد 10:3؛ شعبية 10 :4-13 بحيث إن تفسير الحلم يسبق الحلم). ز) كتاب استير في مصر (سبعينية بعد 10:3؛ شعبية : 11 :1. نشير إلى أن 15:1-13 في الشعبية يقابل 4 :13 ي). كل الملحقات هي قانونيّة. ولكن كيف نحلّ مسألة صحة هذه الملحقات؟ هناك اتفاق على القول إن الملحقات قديمة، ولكنّها لا تنتمي إلى النصّ الأصليّ. وهي تهدف إلى إعطاء الكتاب طابعًا دينيًّا بعد ان كان دنيويًا في النصّ العبريّ. ولكن هل ألّفت الملحقات في اليونانيّة أو العبريّة؟ لا جواب لنا.
ثانيًا : أصل الكتاب. دوّن النصّ العبريّ القصير بين سنة 300 و 150. أمّا الملحقات فوُجدت في اليونانيّة بعد ليسيماكس الأورشليمي (114 أو 48 ق.م.). طابعُ الكتاب هو طابع الخبر الحرّ. وهذا ما يفسّر المغالطات التاريخيّة لدى كاتب يعرف كل المعرفة عادات بلاط فارس. دُوّن السفر ليُقرأ في عيد فوريم. تجنّب الكتاب أن يلفظ اسم الله (رج 4:14)، فتردّد المعلّمون في إدخاله بين الأسفار القانونيّة. حين يمتدح ابن سيراخ (ف 40-55) الآباء فهو لا يأتي على ذكر استير ولا مردخاي. كما لا يذكر العهدُ الجديد سفر استير. وإذا كان سفر استير قد دخل بين الأسفار القانونيّة فبسبب الملحقات المطبوعة بالطابع الدينيّ.
ثالثًا : لاهوت الكتاب. رغم غياب الاسم الإلهي في هذا السفر، فنحن نعي حضور العناية الإلهيّة (4 :14). ولكن يبقى أننا ننصدم بروح الانتقام الذي يُنهي هذا الكتاب. أما الاحتفال بالفوريم فعيد دنيويّ يعرف بعض التراخي (كما في المرفع المسيحيّ). ومع ذلك، أخذ هذا السفر مكانته بين الأسفار القانونيّة، لأنه يعلن أن حياة الشعب ترتبط بنعمة الله فقط، لا بالمشاريع البشريّة.
استير ربا مدراش مواعظي حول سفر (لفيفة، درج) استير. تضمّن الشكل الأول ستة أقسام. تعود الاقسام 1-5 إلى حقبة القوّالين، والباقي إلى القرن 11-12، وقد أخذ أخباره من ترجوم استير وغيره من المراجع.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|