الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية: اسم، (الـ)

في العبرية : ش م. في اليونانية : أونوما. 1) مفهوم الاسم في العالم القديم. الاسم بالنسبة إلى القدماء يشبه الصورة وكل علامة : هذه الثلاثة ليست غريبة عن الواقع الذي يُدَلّ عليه. هي بعض هذا الواقع. يرتبط الاسم بالشخص. "الاسم هو الانسان نفسه" كما قيل، وهو يجعلنا نعي أصل الانسان (آدم - ادمه. هو من الأرض، من التراب، تك 2)، وتصرّفه (1صم 25 :25 : نابال، البليد)، ومهمّته (قض 6 :12؛ مت 16:18 : بطرس صخر) أو مصيره (خر 2:10، موسى). لا شكّ في أن معنى الاسم هذا يبدو كبقايا عقليّة سحريّة زالت، ولكن آثارها ظلّت حاضرة. ثم هناك اسماء استلهمت ظرفًا خاصًا في ولادة الولد : مثلاً، أبناء يعقوب (تك 29 :31-30 :24؛ 35 :16-18). وهناك المظهر الخارجي للولد (ناحور، ذاك الذي يشخر). وأسماء النبات والحيوان تدلّ على تمنّيات الوالدين : تكون الفتاة قديرة مثل النحلة (دبورة). تكون خصبة مثل النخل (تمار). ويُقرأ اسم "البطل" لدى من يريد أن يكتشف فيه رمزًا إلى مصير وإعلانًا، على ضوء علم الاشتقاق : موسى هو المخلَّص (خر 2:10). "انتشل من الماء". يسوع هو "المخلِّص" (مت 1:21؛ ق لو 1 :31). فمن لا اسم له، كان وكأنه غير موجود (جا 6:10؛ إنوما إليش 1 :1). فالرجل ليس شيئًا بدون الاسم. نستنتج من هذا الوضع بعض الأمور. من أعطى الاسم هو الذي يجعل هذا الكائن يوجد. هو الذي يتسلّط عليه (تك 2 :19؛ 3 :20). ومعرفة الاسم تتيح للانسان أن يمارس سلطانًا. أراد "الروح النجس" أن يعرف يسوع في مر 1:24 (رج أع 19 :15-16). لم يعرف الوثنيون اسم يهوه، فما استطاعوا أن يدعوه ويرفعوا الصلاة إليه (من 79:6). أما بنو اسرائيل فيفتخرون بهذه المعرفة التي تمنحهم القوّة (مز 20:8-9). الاسم هو الوجه الآخر للشخص (عد 1:2-42). حيث الاسم فهناك الشخص. في الهيكل يقيم اسم الله (تث 12:5). في مراسلات تل العمارنة تدلّ هذه العبارة على الامتلاك، على وضع اليد (نشو 488). ويبدو الاسم قريبًا جدًا من الشخص بحيث رفض اليهود أن يتلفّظوا بالاسم الإلهي، لئلاّ يحسّوا بنفوسهم أمام شخص الرب بالذات. حيث يُلفظ اسم شخص على غرض، ينتقل هذا الغرض إلى هذا الشخص. هكذا امتلك موآب ربّة (2صم 12:28). وتنتقل المرأة تحت سلطة الرجل الذي لُفظ اسمه عليها (إش 4:1). ومن كتب على شخصه اسم يهوه صار عبده (إش 44:5؛ رج رؤ13 :16-17؛ 14 :9). ودلّ فرعون على السلطة التي يمارسها تجاه ملك يهوذا، فبدّل له اسمه (2 مل 23 :24؛ 24 :17 * اسم التنصيب). مقابل هذا، يُصبح ذاك الذي لُفظ عليه اسمُ ذاك القدير، في حماية ذاك القدير. وإذ يبارك الكاهن الشعب، يجعل اسم الله على الشعب، والرب يبارك (عد 6:27). هذا الاسم هو حماية من الشرّ. ويتيح لنا أن نطرد الشرّ (أم 18:10؛ لو9 :49؛ أع 19:13). من عرف اسم شخص، صارت له سلطة عليه. "أستجيب له... عرف اسمي" (مز 91:14). ومن أخفى اسمه ظلّ بمنأى عن تلك السلطة (تك 33 :20؛ قض 13 :6). رج موقف الأرواح الذين يعرفون اسم يسوع، مر 1:24؛ أع 19 :15-16. 2) مدلول الاسم بالنظر إلى الاسم الإلهيّ. إن معرفة الاسم الإلهي أمر رئيسيّ لكل احتفال عباديّ. فمن لا يعرف اسم الإله لا يقدر أن يدعوه، ويلفت انتباهه، ويلتمس منه طلبًا، ويكلّمه. وفي كل حقبات التاريخ، تركّزت العبادة البيبليّة على دعاء الاسم، الذي هو خروج من الذات وقبول بأن نكون خاصّة الله، وهكذا تصبح العبادة ينبوع بركة (عد 6:24-27). وهذا الطقس يكفي وحده كي يحدّد العمل العباديّ، منذ تك 4 :26؛ 12 :8؛ 13 :4... حتى سي 50 :20-21. والليتورجيا المسيحيّة هي أيضًا دعاء الاسم : اسم الله الجديد الذي علّمنا إياه يسوع (متى صليتم فقولوا : أبانا)، والذي يدفعنا الروح الذي يجعلنا أبناء بالتبنيّ أن نقول : أبّا، أيها الآب (لو 11 :2؛ رو 8 :15). وهناك اسم يسوع الخاص الذي هو فوق كل اسم، له تخضع كل ركبة (فل 2 :9-11). اسم لا يستطيع أحد أن يتلفّظ به إلا بإلهام من روح الله (1كور 12 :3 : "يسوع المسيح ربّ"). ونحن نجد تفسير عدد من العبادات في هذه النظرة إلى الاسم. باسم الله أو باسم يسوع، نحن نُقسم (1صم 20:42) أو نبارك (2صم 6:18؛ مز 129:8) أو نلعن (2مل 2 :24) أو نصنع معجزات (مت 7:22؛ مر 9:39؛ رج أع 3:6؛ 4 :10) أو نصلّي (يو 14 : 13-14؛ 15 :16؛ رج أع 9 :21). نعمّد "باسم" الله أو يسوع. ونلفظ اسميهما (أع 2:38؛ 10 :48). وهناك عبارة "عمّد للاسم" (مت 28:19؛ (أع 8:16؛ أع 19:5؛ 1كور 1:14-15). وهكذا يتكرّس الانسان بالمعموديّة لمن ذُكر اسمه عليه. ينضمّ إليه. وأخيرًا، يتنبأون (إر11 :21؛ 14 :14-15)، يتكلّمون (خر 5:13؛ تث 18:19)، يرسلون شخصًا (يو 14 :26)، يجيئون (مت 24:5؛ يو 12 :13؛ رج مز 118 :26)، يستقبلون أحدًا (مت 18:5) "باسم" الله أو يسوع. فهذا الشخص يمثّل الله أو يسوع، أو هو مرسل من قبلهما. رج * اسمائيات (أو لائحة اسماء العلم، اونومستيكون) * توبونوميا (أو علم اسماء البلدان، مواقعيّة). الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية