في العبريّة ب ن. ي ح ي د. استعمل العهد القديم هذه التسمية في سياق ذبيحة اسحق الدراميّة (تك 22 : 2، 12، 16؛ عب 11:17؛ رج قض 11 :34). وفي سياق الدينونة الإسكاتولوجيّة التي تقابل ظروفها ظروف حِداد يحتفلون به لفقد ولد وحيد (إر 6:26؛ عا 8:10؛ زك 12 :10). فالألم الفريد الذي يحدثه هذا الحداد أو ذبيحة الولد، صوّره فيلون الجبيليّ (يذكره أوسابيوس في التهيئة الإنجيليّة 4 16 :11) الذي لمّح إلى ذبيحة ابن وحيد هو ابن الإل?ه كرونوس. وقد سمّى هذا الولد "ي و و د" الذي يقابل الفينيقيّة "ي ح و د" أي "الوحيد". ولكنّه ترجمه في اليونانيّة الترجمة الصحيحة : "هيوس مونوغانيس" أي الابن الوحيد. كان الولد الوحيد محبوبًا حبًّا خاصًّا لدى والديه (أم 4:3)، لهذا ترجمت السبعينيّة "الابن الوحيد" بـ "الابن الحبيب" أو "الحبيب". ويُذكر الحداد من أجل ابن وحيد في العهد الجديد (لو 7 :12؛ رج 8:42؛ 9 :38) مع إشارة إلى صفة "الحبيب". لهذا يبدو من المعقول أن لقب "ابني الحبيب" الذي خوطب به في المعموديّة (مت 3:17؛ مر 1:11؛ لو 3 :22)، وفي التجلّي (مت 17:5؛ مر 9:7؛ لو 9 :35)، يتضمّن مدلول "الابن الوحيد"، بل يمثّل ترجمة عبارة "الابن الوحيد". فالمسيحيّة الأولى قد أشارت إلى التوازي بين ذبيحة إسحق التي ذُكرت في الأدب اليهوديّ المتأخّر (سي 44 :20 ب؛ حك 10 :5، 1مك 2 :52) وذبيحة المسيح. ويشهد شهادة واضحة على هذه التيبولوجيا ( النمطيّة)، العهدُ الجديد (عب 11:17-19؛ رج يع 2 :21؛ روم 8 :32) ورسالة برنابا (المربي 1 5 :1) (ف 7) وترتليانس القرطاجي (ضد مرقيون 3 :18) وإيريناوس (ضد الهراطقة 4 5 :4) أسقف ليون في فرنسا وأوريجانس (عظات في سفر التكوين 8 :8) واكليمنضوس الاسكندرانيّ وأمبروسيوس الميلاني. وقد أثّرت في ترجمة أش 42:1 كما في مت 12:18. كما أثّرت في الإعلان الإل?هي في عماد يسوع وتجلّيه (رج تك 22 :2، 12، 16 حسب السبعينيّة). وهكذا تكون "أغابيتوس" (الحبيب) مرادفة "مونوجانيس" (الوحيد). رج يو 1 :14، 18؛ 3 :16، 18؛ 1 يو 4 :9. وفي اللاهوت اليوحناوي بشكل خاصّ، يدلّ هذا اللقب على وجود يسوع قبل الأزل. ويدلّ على أنّ ولادته في الجسد لم تكن بداية مطلقة كما هو الحال بالنسبة إلى كلّ إنسان، بل نزولاً إلى عالم آخر. أمّا في خبر المعموديّة الإزائيّ، فالله يتوجّه إلى يسوع في صيغة المخاطب (أنت ابني الحبيب) أو يستعمل عبارة التبنّي كما نقرأها في مز 2:7، وبها يُرفع إلى كرامة المسيح. ومجموعتا النصوص (يوحنا والإزائيّين) تفترضان الإيمان بقيامة يسوع وطابعها المتعالي، كما تعكسان مراحل متنوّعة في التوسّع في كرستولوجيا الكنيسة الأولى.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|