تشبّه، تجسيم، خلع الصفات البشريّة على الله وتشبيهه بالإنسان. كأن نقول : فحين يريد الكتاب أن يصوّر طبيعة الله وصفاته، يستعمل عبارات تنسب إلى الله ما هو من البشر. مثل هذه التشبيهات تنتمي إلى لغة صوريّة بها يحاول الانسان أن يتمثّل عالم الروح. هي استعارات ونحن نميّزها عن نهج القياس الذي نستعمله لكي نتحدّث عن الكيان الالهيّ. نجد الانتروبومورفيّات في كل الديانات، لأن الأنتروبومورفيّة ترتبط بطبيعة الفكر البشريّ الذي يُجبر على الاستناد إلى عالم المحسوسات، لأنه لا يستطيع أن يعرف الله كما هو. هذه التشبيهات لا تحمل ضلالًا، بل طريقة بشريّة تقول شيئًا وتعاجل في نفيه.
نجد في العهد القديم عددًا من الانتروبومورفيات، وإن بدأت تقلّ في حقبة متأخرة. يُذكر وجه الله (خر 33:23) فمه (تث 8:3) شفتاه (أي 11 : 5). عيناه (1صم 15:19)، اذناه (1صم 8:21)، ذراعه اليمنى (إش 52:10)، يده اليمنى (أع 2:33). وننسبت أيضًا إلى الله أعمالًا تفترض وجود أعضاء بشريّة عنده (صعد، نزل.. ). كما يتحدّث الكتاب عن عواطف الله من حبّ وبغض وفرح (تث 28:63) وحزن (تك 6 : 6) وغضب (خر 15:17).. لا شكّ في ان هذه الصفات لا تليق بالله، والكاتب الملهم عالم بذلك (رج 1صم 15 : 19)، لأنها تعطي فكرة ناقصة عن الاله الذي تتحدّث عنه. هذا من جهة. ومن جهة ثانية، تكشف هذه التشبيهات عند الكّتاب عاطفة عميقة وقويّة للكلام عن عمل الله في الخلق وموقفه الخلقيّ (خر 32:14؛ تث 6:15؛ 1مل 11 : 9). كل هذه محاولات تحاول أن تصوّر الله كشخص قريب، نستطيع أن نحبّه ونعرف عواطفه. ولكن السبعينية والتفسير الاسكندراني تحاشاها ((خر 4:16؛ خر 15:3؛ 24 : 10) فتسَّير في معنى استعاريّ.
انتقال هو اختطاف الإنسان نفسًا وجسدًا إلى السماء. هذا ما قاله التقليد اليهودي عن أخنوخ وإيليا، والتقليد المسيحيّ عن مريم العذراء. أما الأسفار المنحولة التي سُمّيت "انتقال" فهي اثنان : انتقال مريم، انتقال موسى.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|