إن المنحول الذي عنوانه "انتقال موسى" أو "وصيّة موسى" قد حُفظ فقط في إيرادات نقرأها عند آباء الكنيسة وفي مخطوط لاتيني ناقص يعود إلى القرن السادس. عادت الترجمة اللاتينيّة إلى النصّ اليونانيّ الذي دُوّن في النصف الأول من القرن الأول بعد المسيح، على أساس سابق أُلِّف في فلسطين في لغة سامية، قد تكون العبريّة أو الأراميّة. إنّ "انتقال موسى" هو منحول مؤسّس على تث 31-34. نقل موسى قبل موته إلى يشوع، كتبًا لا بدّ من حفظها، وأعلن الأحداث المقبلة. بدأ بموته، فوصل إلى العهد الروماني حيث ستمنع السلطاتُ الختان، وتُكره اليهود على ذبح الأضاحي للأوثان. حينئذ ظهر تاكسو من سلالة لاوي، ففضّل الموت مع أبنائه السبعة على أن يتعدّى وصايا الله. وينتهي النص الذي بين أيدينا بتعزية يشوع الذي أعلن أن ملكوت الله سيظهر في كلّ خليقته، بحيث لن يعود لإبليس من وجود (كما يقول سفر الرؤيا عن البحر، 21 : 3). وقد تكون نهاية الكتاب صوّرت موسى وانتقاله. ولكن هذه النهاية ضاعت. إنّ الأخبار حول،موت موسى قد عبرت إلى كتابات سامريّة يهوديّة ومسيحيّة في اللغتين الحبشيّة والأرمنيّة. وبحسب اكلمنضوس الاسكندراني (رسالة يهوذا) وأوريجانس (المبادئ)، إن إيراد يهو 9 حول الخلاف بين ميخائيل وإبليس حول جسد موسى، يرجع إلى "انتقال موسى". ومقاطع خطب موسى الأخيرة التي وُجدت في المغارة الثانية في قمران، والتقارب مع وثيقة صادوق (أو : وثيقة دمشق) ومدائح قمران (المغارة الأولى، هودايوت)، تشهد للتقارب بين انتقال موسى والاسيانيّين. فالمؤلَّف يتضمّن عددًا من التعاليم التي تنطبع بالطابع الجلياني (الرؤيوي). فموسى يبدو ذلك المتشفّع (رج غل 3 :18؛ (عب 8:6؛ عب 9:15؛ 12 :21). وخبر موت تاكسو وأبنائه يصوّر دور الألم في حياة الأبرياء.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|