أصله من فاتور على النهر الذي في أرض عماو (عد 22:5، لا شعبه) أي في فترو على ساغور وهو أحد روافد الفرات في بلاد عماو التي هي سورية الشماليّة (رج كتابة أدريمي في القرن الرابع عشر والخامس عشر)، وليس من مدينة فاتور الأدوميّة. في هذا الوضع الأخير، صار بلعام الملك الأدوميّ بالع بن بعور (تك 36: 32). بعد انتصار بني اسرائيل على الأموريّين، طلب بالاق، ملك موآب، من بلعام أن يلعن اسرائيل. رأى فيه الملك عرّافًا بليغًا (عد 24:1). ولكن التقليد اللاحق سيجعله نبيًّا (عد 22 :5 ي؛ 2بط 2:16). وهو كنبيّ سينفّذ أوامر الله. سيُدفع دفعًا باطنيًّا لكي يبارك إسرائيل رغم غضب بالاق. ويجمع الخبر ثلاثة أشكال من التقاليد الشعبيّة (الأتان التي تتكلّم). نشير إلى أنّ صورة بلعام هي مختلفة في عد 31:8، 16؛ يش 13: 22 حيث يجرّ بلعام بني إسرائيل إلى عبادة الأوثان، فيُقتل مع المديانيّين الذين يحاربون بني إسرائيل. لهذا، فهو نموذج المعلّم الكاذب في 2بط 2:6؛ يهو 11؛ رؤ 2:1 4. وتنسب التوراة إلى بلعام (إسرائيل مبارك بسبب ملكه القويّ وعبادته الكاملة وقوّته العسكريّة)؛ 24: 9 (كنعان أرض خصبة وجيوش ملك اسرائيل قويّة)، 24 :15-19 (مديح ملك قويّ تدلّ عليه صورة الكوكب والصولجان. هو يفني الموآبيّين والأدوميّين أعداء إسرائيل). هناك تفسير مسيحانيّ للقول الأخير: كوكب يعقوب. تعود الأقوال الأربعة إلى زمن داود، كما يبدو. أما الأقوال على العماليقيّين (عد 24:20)، على القينيّين (عد 24:21) وما يتبع (24: 23 ي)، فقد زيدت فيما بعد. نلاحظ هنا أن البنتاتوكس السامريّ والنصّ الرابينيّ واللاتينيّة الشعبيّة تجعل بلعام من أرض العمونيين. وهناك من يدافع عن هذه النظريّة ببراهين لا بأس بها. كما نلاحظ أن المدوّنة الأراميّة التي وُجدت في دير علا تذكر "بلعام بن فغور،الرجل الذي رأى الآلهة". نحن هنا بلا شكّ أمام العرّاف البيبلي الذي "بارك" اسرائيل في تلك المنطقة. ولكن تلك المدوّنة لا تقول لنا شيئًا عن أصله.
الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية
|