في ظِلالِ الكلمة أَسْبَق بَنْد - تابِع بَنْد - عَوْن
|
بينما يُرينا سِفرُ عَزرا المبادِئَ التي تُساعِدُنا على التَّأكُّدِ عمَّا إذا كانَ العمَلُ الذي نعمَلُهُ هُوَ عمَلُ اللهِ، فإن سفرَ نحميا يُركِّزُ على نوعِ القائد البشري الذي ينبغي أن يجدَهُ اللهُ إذا أرادَ أن يُحقِّقَ عملَهُ من خِلالِ الناس. ولقد كانَ نَحَميا بِنَفسِهِ مِثالاً لهذا القائدِ البَشَرِيّ. عندما كانَ نحميا والياً، إحتاجَ الشعبُ إلى نهضة. ولقد كان اليهودُ قد تزوَّجوا من زَوجاتٍ وأزواجٍ وثنيين عندما كانوا في بابل وبعدَ رجُوعِهم من بابل، الأمرُ الذي شَكَّلَ إنتِهاكاً صارِخاً لنامُوسِ الله. أَصغِ إلى توبيخِ نحميا لهؤُلاء: "وعندما لاحظتُ أن بعضاً من اليهود قد تزوَّجوا بنساءٍ من أشدود، عمون، وموآب، وأن الكثير من أولادِهم تكلَّموا بلُغةِ أشدود ولم يُمكِنُهم أن يتكلَّموا بلُغةِ يهوذا، تحاججتُ مع والديهم ولعنتُهم ولكمتُهُم وضربتُهُم وشددتُ شعرَهُم. فتعهَّدوا أمامَ الله أنهم لن يدعوا أبناءَهم يتزوَّجون مع الوثنيين من الآن فصاعداً." (نحميا 13: 23- 25) يُمكِنُكَ أن ترى أن نحميا كان لديهِ أُسلوبٌ آخر في القِيادة. أنا لا أعرفُ عن قُسُوسٍ يقودونَ كَنائِسَهُم بهذه الطريقة، ولكن هذا كان أُسلوب نحميا الذي إحتاجَهُ الشَّعبُ آنذاك. بإمكانِنا القَول أن عزرا كان مُهندِسَ عملِ الله الذي إستخرجَ الخارطة من كلمةِ الله، أما نحميا فكانَ البنَّاء. لقد كان نحميا رجُل الله البراغماتي. وكانَ مُحرِّكاً ومُنجِزاً روحياً. لقد آمنَ أنهُ عليهِ أن يخرُجَ خارجاً ويجعل عملَ اللهِ يُعمَل. إن هذين الرجُلين كِلاهُما نماذج رائعة عن القِيادة، حتى ولو إختلَفَ أُسلوبُهُما. إذ نقترِبُ من سفرِ نحميا، علينا أن نبحثَ عن مبادئ القِيادة أو الصِّفات التي ينبغي أن يجدَها اللهُ في شخصٍ سَيَستَخدِمُهُ، إذا كانَ اللهُ سيعملُ عملاً عظيماً. لقد أسميتُ سفرَ نحميا "صِفاتُ القائدِ لعملِ الله." وإليكُم الصفةَ الأولى التي ينبغي أن يجدَها اللهُ في شخصٍ يُريدُه اللهُ أن يقودَ عملاً كالذي أنجزَهُ في أيَّامِ نحميا. اللهُ يبحثُ عن شخصٍ مُثقَّلٍ بعملِ الله الذي سيعملُهُ. أحدُ أول العَلامات عن كونِ الله سوفَ يعملُ عملاً ما من خِلالِك هو عندما تشعُرُ بثقلٍ كبيرٍ لهذا العمل. فإذا كان اللهُ قد أعطاكَ ثقلاً عظيماً لعملٍ ما يحتاجُ أن يُعمَل، وإن كُنتَ تُصلِّي تجاهَ هذا العمل، فاللهُ لربَّما يُريدُكَ أن تكونَ جزءاً من إستجابتِهِ لصلاتِك. وهاكُم الصفةَ الثانية التي ينبغي أن يجدَها اللهُ في شخصٍ عندما يحتاجُ إليهِ ليقودَ عملَه. فعندما يُريدُ اللهُ من شخصٍ ما أن يقودَ عملَه، ينبغي أن يكونَ هذا الشخص قد سبقَ وأخذَ كلمةً من اللهِ بخصوصِ العمل الذي يُريدُهُ اللهُ أن يعملَهُ. في نحميا 1: 9، تَذَكَّرَ نحميا كَلِمةَ اللهِ لمُوسى: "وإن رَجَعْتُم إِليَّ وحَفِظتُم وَصَاياي وعَمِلتُمُوها، إن كانَ المَنفِيُّونَ مِنكُم في أقصاءِ السَّماواتِ، فَمِن هُناكَ أجمَعُهُم وآتي بهم إلى المكان ِالذي إختَرْتُ لإسكانِ إسمِي فيهِ." هذا المكانُ كانَ أُورشَليم. ولقد أرادَ اللهُ من نحميا أن يبنِيَ السُّورَ حولَ أُورشَليم. والآن ننظرُ إلى الصفة الثالثة للشخص الذي ينبغي أن يجدَهُ اللهُ ليقودَ عملَه. فينبغي أن يجدَ اللهُ شخصاً صاحِب إلتزام تجاهَ العمَل الذي يُريد اللهُ إتمامَه. فالرجُل الذي يجدُهُ اللهُ ليقودَ عملَهُ، ينبغي أن يكونَ لديهِ ليسَ فقط ثقلٌ لعملِ الله، وأن يكونَ لديهِ كلمةٌ من الله أو رؤيا تِجاهَ عملِ الله هذا، بل وأن يكونَ لديهِ إلتزامٌ لعملِ الله عندما يُريهِ إيَّاهُ الله. يُظهِرُ نحميا إلتزامَهُ لعملِ الله عندما كان لا يزالُ ساقِياً للأمبراطور. وكانَت شريعةُ مادي وفارس تقولُ أنهُ لا يجوزُ لأحدٍ أن يكونَ حزيناً أو سلبيَّاً في حضرةِ الأمبراطور، وإلا لربَّما يُصارُ إلى إعدامِهِ. في الإصحاح الثاني من سفرِ نحميا نقرأُ أنهُ ذاتَ يومٍ نظرَ الأمبراطور إلى نحميا وسألَهُ، "ما بالُكَ كئيباً؟" قالَ نحميا، "فَخِفْتُ وَصَلَّيتُ بِصَمتٍ" وهُنا نجدُ نحميا يُظهِرُ إلتزامَهُ، "ولكنِّي أجبتُ، " لِيَحيَ المَلِكُ إلى الأبد. كيفَ لا يَكمَدُّ وجهي والمدينةُ بيتُ مقابِرِ آبائي خرابٌ وأبوابُها قد أكلتها النار." (3) لقد كانَ الربُّ مع نحميا لأنَّ الأمبراطور قال، "ماذا أنتَ طالبٌ؟" (4) وهُنا يقولُ نحميا، "فصلَّيتُ إلى إلهِ السماء. وقُلتُ للملك إذا سُرَّ الملِكُ وإذا أحسنَ عبدُكَ أمامكَ تُرسِلُني إلى يهوذا إلى مدينةِ قُبورِ آبائي لأبنيَها." (5) وحدثَ أنهُ ليسَ فقط أن الأمبراطور وافقَ على السماحِ لنحميا بالذهاب، بل زوَّدَهُ بالمواد اللازمة للعمل. لقد باركَ اللهُ نحميا بسبب إلتزامِهِ بعملِ الله. الصفة الرابعة التي ينبغي أن يجدَها اللهُ في الشخص الذي سيعملُ عملَه، هي أن تكونَ عندَهُ رُؤيا لعملِ الله. "فبدونِ رُؤيا يجمحُ الشعب." (أمثال 29:18). إن قائدَ عملِ الله يجب أن تكون عندَهُ رؤيا، وأن يُشارِكَ هذه الرؤيا. فعندما رجعَ نحميا إلى أورشليم، تفحَّصَ حالَةَ المَدينَةِ سِرَّاً، إلى أن حصلَ على المَعلُوماتِ التي كانَ يحتاجُها. ثُمَّ إلتَقَى معَ الكَهَنَة، النُّبلاء، والرَّسمِيِّين، قائِلاً لهُم، "هَلُّمُوا نَبنِي سُورَ أُورشَليم." (17) وعندما عرفَ بالتَّحديد ما أرادَ أن يعمَلَهُ، أخبَرَ الآخرين. الصفةُ الخامسة للقائد هي جعلَ الآخرين ينخرِطونَ معهُ في عملِ الله. فعندما شاركَ هذا القائدُ رُؤياهُ مع شعبِ الله، تَبِعَهُ الشعبُ. أحياناً يقضي بَعضُ القادة الروحيُّون وقتَهم في اليأسِ والنوح لأن شعبَ الله لن يتبَعَهُم. أولئكَ الذين هم مدعوون ليكونوا قادةً أو رُعاةً لشعبِ الله، عليهم أن يُدرِكوا أن النقص في الأتباع يُعطِي إنطِباعاً سَلبيَّاً عن قِيادَتِنا. لأنَّ أحد صفات القائد الذي يختارُهُ الله هو القُدرة على تحريكِ شعبِ الله لإتِّباعِه في القِيامِ بعملِ الله. صفةٌ سادسة عن القائد الحقيقيّ المَمسُوح، هو أنهُ شخصٌ يتعرَّضُ للإنتقاد عندما يقودُ عمل الله. فسُرعانَ ما يبدأُ القائدُ يعملُ شيئاً، خاصة في عملِ الله، حتَّى تبدأ المُقاومةُ والإنتقاد، حتى من المؤمنين الأتقياء أحياناً. تظهرُ هذه الصفة مع نحميا لكثرةِ مُنتقِديه. (4: 1- 3) الصفةُ السابعة التي يتَّسمُ بها القائدُ هي حياة الصلاة التي تتمحورُ حول عملِ الله. ففي سفرِ نحميا، لاحظ كم مرَّة يقولُ فيها نحميا أنهُ صلَّى. لقد صلَّى نحميا عفويَّاً عندما كان الناسُ يهزأون به (4: 4- 5). ولقد صَلَّى قبلَ أن يُكَلِّمَ المَلِك (2: 4). وهُوَ يُرينا ماذا يعني أن نُطَبِّقَ تَوصِيَةَ بُولُس الرسول الذي يَقُولُ، "صلُّوا بِلا إنقطاع." (1 تسالُونيكي 5: 17) الصفةُ الثامنة للقائد، هي أنهُ شخصٌ يكونُ مع الشعبِ عندما يقومونَ بعملِ الله. هذا ما نراهُ في نحميا الذي نجدُهُ يعملُ على السور مع الشعب الذين حضَّهم ليعملوا عملَ الله. صفةٌ تاسِعَةٌ للقائد هو أنهُ شخصٌ يستنكِرُ ببرٍّ كُلَّ مُقاومةٍ أو عائقٍ ضدَّ عملِ الله. ما هو الفرق بين الإستنكار المُقدَّس وبين الغضب؟ فإذا غضِبتَ بسبب إعتراض شيء أو أحد ما طريقَك، وإذا كُنتَ مُصمِّماً أن تُتابِعَ طريقك، فهذا الغضب هو خطيَّة. ولكن، إذا كُنتَ تعملُ عملَ الله، وكُنتَ غاضِباً على قوَّاتِ الجحيم التي تعترضُ سبيلك، فغضبُكَ هذا هو إستنكارٌ مُقدَّس. فعندما رأى يسوعُ أنَّ رجالَ الدين حوَّلوا بيتَ الله إلى سوقِ تِجارةٍ وإلى مغارة لُصوص، عبَّرَ يسوعُ عن غضبِهِ المقدَّس. (أُنظُرْ يُوحَنَّا 2: 12- 16). فقائدُ عملِ الله قد يغضبُ بشدَّةٍ بمعنى الإستنكار المُقدَّس، عندما يتعرَّضُ عملُ اللهِ للمُقاومة. بهذه الطريقة يُقدِّمُ نحميا لنا مِثالاً عنِ القائِد الذي لدَيهِ الإستنكار المُقدَّس. الصفةُ العاشِرَةُ التي ينبغي أن يتحلَّى بها الشخص الذي سيقودُ عملَ الله هي أن يكونَ ذا تكريسٍ كُلِّيٍّ لعملِ الله. أصغوا إلى هذه الأعداد من نحميا الإصحاح الرابع: "فكُنَّا نحنُ نعملُ العمل وكانَ نِصفُهُم يُمسِكُونَ الرِّماح من طُلُوعِ الفَجرِ إلى ظُهورِ النجوم. وقُلتُ في ذلكَ الوقتِ أيضاً للشعبِ لِيَبِتْ كُلُّ واحدٍ مع غُلامِهِ في وسطِ أورشليم ليكونوا لنا حُرَّاساً في الليل وللعمل في النَّهار. ولم أكُنْ أنا ولا إخوتي ولا غِلماني ولا الحُرَّاس الذين ورائي نخلعُ ثِيابَنا. كانَ كُلُّ واحدٍ يذهبُ بِسلاحِهِ إلى الماء." نحميا 4: 21- 23) إن هذا هو أفضلُ إيضاحٍ عمَّا يعنيهِ التكريس لِعَمَلِ الله. الصفة الحادية عشر لقائدِ عملِ الله هي أنهُ شخصٌ يتمتَّعُ برؤية من خِلالِ نفَق. يُمكن للرؤية من خِلالِ نفَق أن تكونَ صفةً سلبيَّةً أو إيجابيَّة. تُصبِحُ هذه الصِّفَةُ سَلبِيَّةً عندما نرفُضُ بِسَبَبها الإصغاءَ إلى أيَّةِ نصيحَة. ولكن هذه الصفة قد تكونُ إيجابيَّة عندما لا تَسمَحُ لنا بان نلتَهي عن القِيامِ بِعَمَلِ الله. لم يستطِعْ أحدٌ أن يُوقفَ نحميا عن إتمامِ بناءِ السور. كثيرونَ حاولوا بشتَّى الوسائل أن يُبطِلوا نحميا عن عملِهِ في بِناءِ السور، ولم يستطِعْ أحدٌ من هؤلاء أن ينهيَه عن عملِه، لأنَّهُ رأى هدَفَهُ من خِلالِ نفق. الصفة الثانية عشر للقائد الذي يختارُهُ الله هي أنَّهُ شخصٌ ذو قَناعاتٍ قويَّة. في الإصحاح الخامس، عندما لاحظَ نحميا أن بعضَ الأُمورِ لا تسيرُ على ما يُرام، وأن البعضَ من الشعب يسلُبون إخوتَهم بأخذِهم فائدةً مُرتَفِعَةً على دُيونِهم، ألزَمَهُم نحميا بأن يتعهَّدوا أن لا يسلبوا إخوتَهُم اليهود مُجدَّداً. (1- 13) لقد كانَ نحميا رجُلَ قناعاتٍ قوية. الصفة الثالثة عشر للقائد هي أنهُ ذلكَ الشخص صاحبُ الثقة العظيمة. فنحميا كانَ مُتيقِّناً أنهُ يعملُ عملاً عظيماً للرب، وأن اللهَ دعاهُ للقيامِ بهذا العمل. هذا أعطى نحميا ثِقَةً لا تَتَزعزَع بينما كانَ يَقُومُ بالعَمَلِ الذي إئتَمَنَهُ عليهِ الله. الصفةُ الرابعةُ عشر للقائد هي أنهُ شَخصٌ ذو شجاعةٍ لا تعرفُ الخوف. إن الشجاعةَ هي صفةٌ هامَّةٌ من صِفاتِ القائد الذي يستخدِمُهُ الله. الصفةُ الخامسةُ عشر للقائد الذي يستخدِمُهُ الله هي أنهُ شخصٌ مُثابِر. في الإصحاح الخامس من رسالة رومية، يصفُ بولس العمليَّةَ التي يستخدِمُ اللهُ فيها الألم لإعدادِ قائدٍ لعمَلِه. "عالِمينَ أنَّ الضِّيقَ يُنشِئُ صَبراً، والصَّبرُ تَزكِيَةً، والتَّزكِيَةُ رَجاءً. والرجاءُ لا يُخزي، لأن محبَّة الله قدِ انسكَبَت في قُلُوبِنا بالروحِ القُدُس المُعطَى لنا." (3- 5). إن معنى هذا العدد في اللغةِ الأصليَّة هو، "لن يهربوا، بل سيُثابِرون على عملِهِم مُتَحَمِّلِينَ الضَّغط." الصفة السادسة عشر هي أن القائد الذي يختارُهُ الله لهُ مواهب تنظيميَّة. نجدُ في كلمةِ الله نِظاماً مُتكامِلاً لعملِ اللهِ في الكنيسة. (أُنظُرْ 1كُورنثُوس 12: 28، خاصَّةً مَوهِبَة التَّدبير والإدارَة). وفي الإصحاح السابع من سفرِ نحميا، عَيَّنَ نحميا لاويين وقادَةً وحُرَّاساً. ولقد نظَّمَ سِجِلاً بِأَسماءِ الشَّعبِ بِحَسَبِ العائِلات. هذا ما هُوَ التَّنظيم. الصفةُ السابعةُ عشر للقائد الذي يستخدِمُهُ اللهُ هي أنهُ شخصٌ لهُ هدفٌ أَوَّلَوِيّ. في الإصحاح العاشر من سفرِ نحميا، والأعداد 30-37، نُلاحظُ أولويَّات نحميا. فلقد دعا نحميا الشعبَ للإجتماع بِصِفَتِهِ قائداً لهم، وجعلَهُم يتعهَّدون بأن لا يُزوِّجوا أولادهِم لأولاد الوثنيين، وبأنَّهُم لن يعملوا يومَ السبت، وأنهم لن يعمَلوا في كُلِّ سنةٍ سابعة، وأنهم سوفَ يفرضونَ على أنفُسِهِم ضريبةَ الهيكل، وأنهُم سوفَ يُعطُون باكوراتِ غلَّتِهِم لله، وكذلكَ البكرُ من أبنائهم والبِكرُ من ماشيَتِهم. ولقد وعدَ شعبُ الله نحميا بأن يُعطُوا اللهَ عُشراً من كُلِّ شيء. فنحميا يعرفُ ما هي أولويَّاتُه، ويقودُ شعبَ اللهِ للمُوافقةِ معهُ على أولويَّاتِ الله هذه. الصفة الثامنة عشر للقائد الذي يختارُهُ اللهُ ليقودَ عملَهُ، هي أنَّهُ يحملُ عصا الراعي. وكراعٍ صالح، يستخدِمُ القائدُ عصا الراعي ليقودَ وليُؤدِّبَ شعبَ الله. وكَوَالِدٍ صالِح، ينبَغي أن يُحِبَّ القائِدُ شعبَهُ كفايَةً لكي يستَطيعَ تأديبَهُم. الصفةُ التاسعةُ عشر لِلقائِد هي أنَّهُ واعٍ لَطبيعَتِهِ البَشَريَّة الضَّعيفَة. فالقائِدُ هُوَ بَشَرِيٌّ يعي كونَهُ كذلكَ. وهُوَ ليسَ فقط واعٍ لطبيعتهِ البَشَريَّة الشَّخصِيَّة، بَل وأيضاً للنَّاسِ الذي يَقُودُهم. أخيراً، يُقدِّمُ لنا نحميا الصفةَ العشرين للشخص الذي يختارُهُ الله، والتي هي إتمام العمَل الذي أعطاهُ إيَّاهُ اللهُ لتمجيدِهِ. ولقد أتمَّ نحميا بِناء السور لِمَجدِ الله. ينبغي أن لا يغيبَ خطُّ النهايةِ عن ناظِرَينا أبداً، عندما نقومُ بالعمل الذي يُريدُنا اللهُ أن نعملَه. فقائدُ عملِ الله هو شخصٌ يستطيعُ القول مع يسوع، "أنا مجَّدتُكَ على الأرض. العَمَل الذي أَعطَيتَني لأَعمَلَ قد أَكمَلتُهُ. قد أُكمِل." (يوحنا 17: 4؛ 19: 30). يعتَقِدُ مُعظَمُ المُفسِّرون أنَّ إنجيلَ يُوحنَّا ينتَهِي بالعدد الحادي والثلاثين من الإصحاح العشرين. الإصحاحُ الحادي والعشرون كانَ جزءاً من هذا الإنجيل منذُ أن كُتِبَ، ولكنَّ بعضَ المُفسِّرينَ يعتَقِدونَ أنَّهُ أُضيفَ كمُلحَق فيما بعد. في الإصحاحِ الخِتامِيّ، ذكَّرَ يسُوعُ سبعَةً من الإثني عشر – وبطرُس – أنَّهُ لم يُرسِلْهُم ليصطادوا السمك، بل النَّاس! (21: 1- 14). إنَّ هؤلاء الرُّسُل كانُوا يعمَلُونَ عملاً غيرَ مُثمِرٍ في صيدِ السمك طوالَ الليل. فوجَّهَهُم يسُوعُ من الشاطِئ ليُلقُوا شِباكَهُم إلى الجانِبِ الآخر من سفينتِهم. وسُرعانَ ما إمتَلأتِ الشباكُ بالسمك حتَّىأدرَكَ يُوحنَّا أنَّ هذا الغريب الواقِف على الشاطي هو الربّ. يُعتَبَرُ هذا ظُهورٌ آخر من ظُهُوراتِ يسُوع حيثُ لم يُميِّزْهُ تلاميذُهُ الذي عرفُوهُ وأحبُّوهُ مُسبَقاً (لُوقا 24: 30، 31). لقد كانَ صيدُ السمك الذي أمسكُوهُ عجائبيَّاً، ممَّا جعلَهُم يعرِفُونَ أنَّ الغريبَ الذي كانَ على الشاطِئ هو ربُّهُم. عندما أدركَ بطرُس أنَّهُ الرَّبّ، ألقى نفسَهُ مُباشرةً في الماء وسبحَ بإتِّجاهِ الشاطِئ. فقدَّمَ لهُم الربُّ ترويقَةً من الخُبزِ والسمك الذي كانَ قد أعدَّهُ لتلاميذِهِ. هُنا حدَثَ لقاءٌ مُحيِّرٌ بينَ يسُوع وبطرُس، حيثُ علَّمَ يسُوعُ هذا الرَّجُلَ، الذي سيكونُ القائدَ الأساسيَّ في الكنيسة، ثلاثةَ دُرُوسٍ حيويَّة عن إصطيادِ الناس أمثال أولئكَ الذين تأمَّلنا بهم عندما درسنا لِقاءَ يسُوع معَ بطرُس كما يُسجِّلهُ إنجيلُ لُوقا (5: 1- 11). بإمكانِنا القول أنَّهُ في هذه المُقابَلة، كانَ يسُوعُ يُكوِّنُ في بطرُس شخصيَّةً هامَّةً من نكِرَة (21: 15- 17). فمنذُ اليومِ الأوَّلِ من لِقائِهما، كانَ يسُوعُ يُعلِّمُ بطرُس ثلاثَةَ دُرُوس: أنَّ بُطرُس نَكِرة أو لا أحد ذو أهمِّيَّة، ثُمَّ أنَّهُ شخصٌ لهُ قيمة، ومن ثمَّ ماذا يستيطعُ يسُوعُ أن يعمَلَ من خِلالِ شخصٍ تعلَّمَ أنَّهُ لا أحد. لقد كانَ بطرُس يتعلَّمُ الدرسَ الأوَّلَ من اللقاءِ الأوَّل الذي إلتقاهُ بالمسيح، إلى أن خرجَ إلى الظُّلمَةِ وبكى بُكاءً مُرَّاً، لأنَّهُ أنكَرَ مُعلِّمَهُ ثلاثاً. في هذه اللقاء، كانَ يسُوعُ يُحاوِلُ أن يُعلِّمَ بطرُس الدرسَ الثاني: أنَّهُ كانَ أحداً ذا قيمَة. ففي يومِ الخمسين، تعلَّمَ بطرُس، والكنيسة، والعالم أجمع الدرسَ الثالِث: ما يستطيعُ المسيحُ الحيُّ القائِمُ من الأموات أن يعمَلَهُ من خِلالِ شخصٍ تعلَّمَ أنَّهُ نكِرة أو لا أحد. سبعَةٌ من الرِّجال الذينَ كانُوا هُناكَ ذلكَ الصباح، كانُوا أيضاً حاضرينَ في العُلِّيَّة، عندما إفتَخَرَ بطرُس أنَّهُ كانَ يُحِبُّ الرَّبَّ يسُوع أكثَرَ منهُم جميعاً. وفي حُضُورِ هؤلاء الرجال السبعة، بدأَ يسُوعُ حوارَهُ العميق معَ بطرُس. هُناكَ بِضعُ تفسيراتٍ مُحتَمَلَة للمعنى العميق لهذه الأسئِلة والأجوِبَة التي تبادَلَهَا بُطرُس معَ المسيح في هذا الحوار. إحداها أنَّ يسوعَ يسألُ بطرُس إن كانَ فعلاً يُحِبُّ ربَّهُ ومُعلِّمَهُ أكثرَ من الآخرين الذين تبِعوا يسُوع وبطرُس إلى تِلكَ الترويقة على الشاطيء. تفسيرٌ آخر هو أنَّ يسُوعَ يسألُ بطرُس إن كانَ يُحِبُّ ربَّهُ أكثَر من السمك الذي إلتقَطَهُ. هذا يعني مصلحة صيد السمك بكامِلها التي أتقنها بطرُس. فكما تعلَّمَ بطرُس في مُقابَلَةٍ سابِقة معَ الرَّبّ، أرسلَ يسُوعُ بطرُس في مُهِمَّةٍ لِصيدِ النَّاس، أمَّا الآن فكانَ بطرُس قد عادَ إلى مصلَحَةِ صيدِ السمك (لُوقا 5: 1- 11). لكي نُقدِّرَ جدِّيَّةَ دراما الحديث الذي كانَ يدُورُ بينَ يسُوع وبُطرُس، من المُهِمِّ أن نفهَمَ، بِلُغَةِ الحوار الذي دُوِّنَ في هذا الإطار، معنى كلمة محبَّة التي إستُخدِمَت تِباعاً بينَهُما. فمثلاً، عندما سألَ يسُوعُ بطرُسَ في محضَرِ هؤلاء الرجال السبعة، إن كانَت محبَّةُ بطرُس للرَّبِّ أعظَمَ من محبَّةِ باقِي الرُّسُل، إستَخدَمَ يسُوعُ الكلمة اليُونانيَّة "آغابِّي." هذا يعني أنَّ يسُوعَ كانَ يسألُ بطرُس إن كانَت محبَّتُهُ لمُعلِّمِهِ إلتزاماً كامِلاً، غيرَ مشرُوط، أي ذلكَ النوع من المحبَّة التي تمَّ وصفُها في 1كُورنثُوس 13: 4- 7. عندما أجابَ بطرُس أنَّهُ يُحِبُّ الرَّبَّ، إستَخدَمَ بطرُس الكلمة اليُونانيَّة "فيلِيُو." إنَّ معنى هذا هو أنَّهُ يعتَرِفُ بأنَّ محبَّتَهُ ليسُوع هي مُجرَّدُ صداقَةٍ سطحِيَّة. فسألَهُ يسُوعُ بُطرُسَ ثانِيَةً إن كانَ فعلاً يُحِبُّهُ. وثانِيَةً إستخدمَ يسُوعُ كلمة "آغابِّي." ولكن هذه المرَّة لم يسأَلْ بطرُس إن كانَت محبَّتُهُ لرَبِّهِ أعظم من محبَّةِ الرُّسُل السبعة الآخرين. وهُنا أيضاً أجابَ بطرُس مُستَخدِماً كلمة "فيلِيُو." لقد إعتَرَفَ بطرُس ثانِيَةً أنَّ محبَّتَهُ ليسُوع هي مُجرَّد صداقَة. للمرَّةِ الثالِثة، سألَ يسُوع بطرُس إن كانَ يُحِبُّهُ، وفقط في هذه المرَّة إستَخدَمَ يسُوعُ في سُؤالِهِ كلمة "فيلِيُو." فيسُوعُ كانَ يسألُ بطرُس عندها إن كانَت محبَّتُهُ لِرَبِّهِ تَصِلُ فعلاً إلى مُستَوى الصداقة. بدا بطرُس وكأنَّهُ مجرٌوحٌ بعُمق، فأجاب، "يا رَبّ أنتَ تعرِفُ كُلَّ شَيء. أنتَ تعرِفُ أنِّي أُحِبُّكَ." وللمرَّةِ الثالِثة، إستَخدَمَ بُطرُس الكلمة اليُونانِيَّة ذاتها "فيلِيُو." لقد كانَ بطرُس يقُولُ ليسُوع، "أنتَ تعرِفُ أنَّني على الأقل صديقُكَ." إنَّ هذه الدراسة للكلمة اليُونانِيَّة تُخبِرُنا أنَّ بطرُس كانَ رجُلاً مكسُوراً. فهُوَ لا يفتَخِرُ الآن كما كانَ يفتَخِرُ عندما كانَ في العُلِّيَّة. الآن إنَّهُ يعتَرِفُ ويختَبِرُ أوَّلَ تطوبيتين: لقد كانَ حزيناً لأنَّهُ تعلَّمَ أنَّهُ مِسكينٌ في الرُّوح. إنَّ هذا الحِوار بينَ يسُوع وبُطرُس يلمُسُ القَلبَ عندما نُدرِكُ أنَّ كُلَّ مرَّةٍ يعتَرِفُ فيها بطرُس بمحبَّتِهِ الناقِصَة للرَّبّ، فجواباً على إعتِرافِ بطرُس الشفَّاف، كلَّفَهُ يسُوعُ بأن يرعى غنمَهُ. إنَّ راعي الخِراف العظيم يُقدِّمُ تصريحاً واضِحاً، أنَّهُ يُريدُ أن يقُومَ هذا الرجُل الذي إختبَرَ الفَشَل، يُريدُهُ أن يُطعِمَ غنمَهُ ويرعاها. فمن الواضِحِ إذاً أنَّ الرَّبَّ لا يُريدُ راعِياً كامِلاً يضعُ مُتَطلِّباتٍ قاسِية غير واقعِيَّة على خرافِ الرَّبّ. لماذا أظهَرَ المسيحُ قوّتَهُ العظيمة يومَ الخمسين في هذا الرَّجُل بطرُس؟ عندما نفهَمُ دوافِعَ هذه المُقابَلة على الشاطيءِ ذلكَ الصباح، سوفَ نعرِفُ الجوابَ على هذا السُّؤال. لقد تعلَّمَ بطرُس، أكثرَ من باقِي الرُّسُل، ما كانَ بإستطاعَةِ المسيح أن يعمَلَهُ من خِلالِ شخصٍ تعلَّمَ أنَّهُ نكِرَة أو لا أحد. في هذا الإطار، علَّمَ يسُوعُ أيضاً درساً حيويَّاً عن إرادَةِ اللهِ لحياةِ التلميذ (يُوحنَّا 21: 18- 23). لقد كانَ بطرُس يفتَخِرُ غالِباً بكَونِهِ راغِباً بأن يمُوتَ من أجلِ يسُوع. في هذا الإصحاحِ الخِتامِي من إنجيلِ يوحنَّا، نَقرَأُ أنَّ يسُوعَ القائِم من الأموات قرَّرَ أن يُخبِرَ بطرُس عنِ الطريقَة التي سيمُوتُ بها. إذا كانَ التقليدُ على حقّ، هذا يعني أنَّ يسُوعَ أخبَرَ بطرُس أنَّهُ كانَ سيُعطي الإمتِياز بأن يُصلَبَ رأساً على عَقِب من أجلِ سيِّدِهِ. عندما سمِعَ بطرُس هذا، أظهَرَ طبيعَتَهُ الإنسانيَّة مُشيراً إلى يُوحنَّا، الذي كانَ رفيقَهُ في مصلحة صيدِ السمك، فسألَ بُطرُس يسُوع بما معناهُ، "وماذا عن يُوحنَّا؟ ما هِيَ إرادَتُكَ لِحياتِهِ ومَوتِه؟" أجابَ يسُوعُ بإخبارِ بطرُس أنَّ إرادَتَهُ لحياةِ يُوحَنَّا وموتِهِ ليسَت من شأنِ بطرُس. فكانت كلمةُ يسُوع لبُطرُس، "وأنتَ ماذا لكَ؟ إتبعني أنت!" بعنايَةِ الله نحنُ جميعاً مُخطَّطٌ لنا أن نكُونَ فَريدين ومُمَيَّزِين كُلٌّ منَّا عنِ الآخر. فنحنُ نستعيدُ هذه الشخصيَّة الفريدة من خِلالِ خلاصِنا. فلماذا نتوقَّعُ إذاً أن نجِدَ إرادَةَ الله لِحَياتِنا، التي ستجعَلُنا مُمَيَّزينَ عن كُلِّ شخصٍ آخر على الأرض، بمُقارنةِ نُفُوسِنا معَ إرادَتِهِ للمُؤمنينَ الآخرين؟ في هذا الظُهُورِ ليسُوع بعدَ القِيامة، ذكَّرَ الرُّسُلَ بِوُضُوحٍ أنَّهُم أُرسِلُوا من قِبَلِهِ ليصطادوا النَّاس. ولقد حضَّهُم أيضاً على رِعايَةِ وتَنمِيَةِ الخرافِ الضالَّةِ التي سيربحونَها من خِلالِ الحصاد العظيم الآتي. في حِوارِهِ معَ بطرُس، تحدَّى يسُوعُ الرُّسُلَ أن يكتَشِفوا إرادتَهُ لحياتِهِم كأفرادٍ، فيما يتعلَّقُ بالدَّور الذي يُريدُهم أن يلعَبُوهُ في خدمَةِ الحصادِ والتنمِيَةِ التي ستبدَأُ يومَ الخمسين، عندما ستُولَدُ الكنيسة. إنَّ الإصحاحَ الأخير من إنجيلِ يُوحنَّا هُوَ مثل سِمفونيَّةٍ او معزُوفَةٍ في ثلاثَةِ مقاطِع. المَقطَعُ الأوَّلُ هو تحدِّي يسُوع لهؤلاء الرُّسُل أن ينخَرِطُوا في الحصاد العظيم الآتي، وأن يتأكَّدوا من كونِهم يُلقُونَ شبكَةً كبيرةً. المَقطَعُ الثاني هو تحدِّيهِ لبُطرُس والرُّسُل السبعة بأن ينخَرِطوا في رِعايَةِ وتنمِيَةِ الذين تيقَّنُوا من حصادِهم. المقطَعُ الثالِث هُوَ لهُم، وبالتطبيق لكَ ولي، أن نكتَشِفَ إرادَة الله الخاصَّةً بحياةِ كُلِّ واحدٍ منَّا بينما نُطيعُ مأمُوريَّتَهُ العُظمى. عندما أشارَ كُتَّابُ الأناجيل الثلاثة الأُولى إلى موتِ يسُوع على الصليب، عبَّروا عن ذلكَ ببساطَةٍ في كلمة: "صَلَبُوهُ." بما أنَّ نِصفَ الإصحاحاتِ تقريباً في إنجيلِ يُوحنَّا مُخصَّصَةٌ للأسبُوعِ الأخير من حياةِ المسيح وموتِهِ وقيامَتِهِ، فإنَّ هذا الإنجيل لديهِ السجلّ الأعمَق عن أعظَمِ أزمَةٍ في حياةِ المسيح. وكما سبقَ وشرحتُ، لديَّ ستَّة كُتَيِّبات أُخرى تتكلَّمُ بِشكلٍ أعمَقٍ عن أكثَر من مائة برنامج إذاعِي عن إنجيلِ يُوحنَّا. وسوفَ أحتَفِظُ لهذه الكُتَيِّبات بما لديَّ لأقُولَهُ عن وُجهَةِ نظَر يُوحنَّا حولَ موتِ وقِيامَةِ يسوع المسيح. أختُم هذه الدراسة المُوجَزة لإنجيلِ يُوحنَّا بوضعِ تحدٍّ أمامَكَ. عندما تنتَهي من قراءَةِ هذا الإنجيل العميق، تأمَّلْ بِكُلِّ مُواصفات المسيح واسألْ نفسَكَ: من هُوَ يسُوع، وما هُوَ الإيمان؟ ثُمَّ إسألْ نَفسَكَ برُوحِ الصلاة إن كُنتَ تعرِفُ بالإيمان يسوع المسيح الذي قرأتَ عنهُ في هذا الإنجيل. إذا عرفتَهُ بالإيمان، سيكُونُ لديكَ حياةٌ أبديَّة، لأنَّكَ ستكونُ في علاقةٍ معَ المسيحِ الحيِّ الأبديّ القائم من الموت تماماً مثل العلاقة الحيويَّة بينَ الكرمة والأغصان. أحدُ تلاميذ المسيح القائم من الموت، والذي كان لديهِ هذا النَّوع من العلاقة معَهُ، تأمَّلَ بالنظراتِ الجديدة المُتحرِّرة حولَ المسيح وقالَ، "أنا أُؤمِنُ بأنَّهُ مَوجُودٌ، بينما الآخرونَ لا يُؤمنونَ حتَّى بوُجُودِه. وبينما يرتابُونَ في حقيقَةِ كونِهِ قد وُجدَ، فأنا أعرِفُ يقيناً أنَّهُ مَوجُودٌ وحيٌّ اليوم." وقالَ أحدُ التلاميذ القُدامى أيضاً، "المسيحُ المُقام هو تماماً من يقُولُ أنَّهُ هُوَ، وبإمكانِهِ أن يعمَلَ أيَّ شيءٍ يقُولُ أنَّهُ يعمَلُهُ. وأنتَ كما يقولُ عنكَ أنَّكَ أنت، وبإمكانِكَ أن تعمَلَ أيَّ شيءٍ يقُولُ هُوَ أنَّكَ تستطيعُ أن تعمَلَهُ، لأنَّهُ حَيٌّ فيكَ." هذا ما تعلَّمَهُ بطرُس من رَبِّهِ يسُوع على الشاطِئِ ذلكَ الصباح. إنَّ صلاتي الحارَّة والمُخْلِصَة هي أن تتعلَّمَ أنتَ أيضاً هذه القِيَم الأبديَّة بينما تختَبِرُ الحياةَ الأبديَّة، بعدَ أن درستَ معي هذا الإنجيل المُفضَّل.
|